رجح السيناتور كريس كونز الذي ترأس وفداً من الكونغرس الأميركي إلى العاصمة المالية باماكو، أن تضطلع الولاياتالمتحدة بدور عسكري أكبر في مالي، حيث يقاتل الجيش الفرنسي منذ 11 كانون الثاني (يناير) الماضي إسلاميين مسلحين، ولكن فقط بعد تنظيم انتخابات في هذا البلد مقررة في تموز (يوليو) المقبل. وأوضح كونز الذي يرأس اللجنة الفرعية للشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ من اجل أفريقيا، أن بلاده لا تستطيع التعاون مباشرة مع الجيش المالي، في حال لم تخلف حكومة منتخبة ديموقراطياً المسؤولين الحاليين الذين تسلموا السلطة اثر انقلاب 22 آذار (مارس) 2012 «لأن القانون الأميركي يحظر أي مساعدة مباشرة لجيش بعد انقلاب، ويربطها بإعادة الديموقراطية بالكامل». واستدرك أن «تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وحلفاءه في مالي ومناطق أخرى يشكلون خطراً حقيقياً على أفريقيا والولاياتالمتحدة والعالم، وتريد واشنطن أن تشارك في الرد على هذا التحدي الأمني». وساندت الولاياتالمتحدة الحملة الفرنسية في مالي من خلال توفير معلومات استخباراتية ووسائل نقل جوي شملت طائرات شحن «سي - 17»، كما نفذت مهمات لتزويد مقاتلات فرنسية بوقود في الجو. أما قبل الانقلاب العسكري في آذار 2012 فشملت المساعدات الأميركية مهمات تدريب وتوفير معدات وآليات. ولفت السيناتور الذي التقى مع أعضاء الوفد الرئيس المالي الموقت ديونكوندا تراوري إلى أن المساعدة العسكرية «ستستأنف في شكل يلبي الحاجات الحالية التي تغيرت كثيراً»، لكن إمكان زيادة المساعدات العسكرية الأميركية بعد الانتخابات يعقّد الأمور أكثر على صعيد موعدها. وخلال زيارته مستشفى تموله فرنسا وبلجيكا بقيمة 16 مليون يورو في بلدة موبتي وسط مالي، اكد وزير التنمية الفرنسي باسكال كانفان أن بلاده استأنفت رسمياً تعاونها مع باماكو، المعلق منذ انقلاب 22 آذار 2012، وقال: «نقوّم ميدانياً مع السلطات المالية الحاجات الأولية لاستئناف التعاون، وسنحرر 150 مليون يورو جمّدت سابقاً لتمويل مشاريع قديمة، ووضع أخرى جديدة لأن الوضع تغير». وأضاف: «شاهدت أطفالاً في قسم ولادات مستشفى موبتي كانوا سيموتون لو لم يتواجد هذا المستشفى، ونعلم أن أموراً كثيرة تحتاج إلى تطوير، ومن مسؤولية فرنسا أن تربح السلام في مالي». وكان رئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروزو اعلن أول من امس، أن مؤتمراً جديداً للمانحين من اجل مالي سيُعقد في بروكسيل في منتصف أيار (مايو). وقال بعد لقائه رئيس وزراء مالي دغانغو سيسكو في بروكسيل: «هذا مظهر آخر لالتزامنا واهتمامنا بالاستقرار والوحدة والديموقراطية والتنمية في مالي». وأفرج الاتحاد الأوروبي الأسبوع الماضي عن معونات تنمية مجمّدة قيمتها 250 مليون يورو لمالي، وصرف دفعة أولى مقدارها 20 مليون يورو. إلى ذلك، أعلنت منظمة «يونيسكو» التابعة للأمم المتحدة أن المجتمع الدولي تبنى خطة عمل بقيمة تتجاوز 10 ملايين دولار لترميم الإرث الثقافي في شمال مالي الذي تعرض للتخريب من مقاتلين إسلاميين، وللحفاظ على المخطوطات القديمة في تمبكتو. وأوردت وثيقة ل «يونيسكو» أن «الهدف الأول للخطة هو إعادة تأهيل الإرث الثقافي الذي أصيب بأضرار خلال النزاع من أضرحة ومقابر في تمبكتو، وكلفته 5.1 مليون دولار. أما المطلوب لاحقاً فاتخاذ إجراءات للحفاظ على مخطوطات تمبكتو، عبر إعادة بناء مبنى معهد الدراسات العليا والبحوث الإسلامية الذي خربه الإسلاميون وإعادة ترقيم الوثائق، وذلك بكلفة 3.9 مليون دولار». إلى ذلك، أعلنت وزارة الدفاع الفرنسية أن أكثر من 5250 جندياً أفريقياً انتشروا على أراضي مالي، بعدما زادت توغو والسنغال وغانا وتشاد وبنين عدد قواتها في الأيام الأخيرة. وفي الإجمال، يتوقع انتشار حوالى 8 آلاف جندي أفريقي في إطار المهمة الدولية لدعم مالي، برعاية المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا.