قال رئيس «جبهة النضال الوطني» النيابية وليد جنبلاط إنه لمس خلال زيارته المملكة العربية السعودية ولقائه وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل ورئيس الاستخبارات العامة الأمير بندر بن سلطان، «كل الحرص على لبنان واستقراره»، مضيفاً أنه لمس «من قيادة المملكة وقوفاً حازماً إلى جانب الشعب السوري في نضاله من أجل الحرية والاستقلال وبناء سورية جديدة». واعتبر جنبلاط الذي عاد أول من أمس من زيارة للسعودية، في موقفه الأسبوعي لموقع «الأنباء»، أن «أي مواقف سياسية تُنشر نقلاً عن الرئيس الشهيد رفيق الحريري تتعلق بالسلاح أو الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي أو القضية الفلسطينية غير مستغربة على الإطلاق وهو الذي ترعرع في صفوف القومية العربية وناضل فيها على مدى سنوات، فضلاً عن دوره الكبير في التوصل إلى تفاهم نيسان الذي شرعن المقاومة وحيّد المدنيين من الصراع والحروب»، لكنه رأى أنه «مع أخذ ذلك بالاعتبار، لا يمكن إلغاء واقعة الاغتيال الرهيب والإجرامي الذي طاول الرئيس الحريري والجرح العميق والبالغ الذي تركه في نفوس شريحة واسعة من اللبنانيين، ونحن منها، طالبت عن حق بكشف الحقيقة وتطبيق العدالة». وكرر «مواقفنا السابقة لناحية ضرورة تزويد المحكمة الدولية بكل القرائن والبراهين التي سبق أن أعلنت وتم عرضها للرأي العام»، مؤكداً أن «المحكمة الدولية أصبحت أمراً واقعاً وبإمكان الجهات المتضررة الدفاع عن نفسها أمامها تفادياً للسجال المستمر حول هذه المسألة وتبياناً للحقيقة، مع الإشارة إلى ضرورة حصر المحاكمة بالمتهمين المعنيين من دون سواهم لتفادي الانزلاق نحو اعتبارات مذهبية». وشدد على أن «افتعال السجال المستمر حول السلاح ليس الحل لهذه القضية التي شخصّها رئيس الجمهورية ميشال سليمان بدقة عندما أشار في دعوته لنقاش الخطة الدفاعية عبر هيئة الحوار الوطني، إلى «سلاح المقاومة وكيفية الاستفادة منه إيجاباً للدفاع عن لبنان والإجابة على الأسئلة التالية: لماذا يستعمل؟ ومتى؟ وكيف؟ وأين؟». وأكد أن «وحده إعلان بعبدا والثوابت التي حددها الرئيس سليمان هي الطريق الصحيح لإعادة تصويب وجهة هذا السلاح بدل أن يتوه ويسقط في القصير أو غير القصير، وهي الطريق الصحيح للحيلولة دون أن تمحى من الذاكرة النضالات والتضحيات المشرفة التي بذلتها المقاومة في الدفاع عن الجنوب». وقال: «بقدر ما يقترب اللبنانيون من التفاهم حول خطة دفاعية وطنية تفضي في نهاية الأمر لأن تتولى الدولة حصراً وظيفة الدفاع عن أراضيها أسوة بما هو قائم في كل دول العالم، بقدر ما تتأمن الحماية للبنان. وبقدر ما يتكرس الانقسام حول هذا السلاح وحول الخطة الدفاعية بقدر ما نضعف الجبهة الداخلية ونبقي البلد مكشوفاً أمام كل أنواع المخاطر الأمنية والسياسية»، معتبراً أن «هذا يعيدنا مجدداً إلى الجيش اللبناني وضرورة تأمين كل أشكال الدعم السياسي واللوجستي له ليتمكن من القيام بالمهام الوطنية الكبرى المنوطة به، بعيداً عن التجاذبات أو المناكفات والمزايدات»، وسأل عن «مصير المطلوبين في عرسال والأسباب التي لا تزال تحول دون توقيفهم». واعتبر أن «الأفكار الرئيسية المتصلة بقضية السلاح أصبحت واضحة أي الدفاع عن لبنان وعدم استخدامه لأي أسباب أخرى، كي لا يتحول لبنان مجدداً إلى ساحة لتصفية الصراعات الإقليمية والدولية»، مؤكداً أنه «آن الأوان لإيران أن تعدل عن سياستها المنحازة في دعمها لنظام سيسقط عاجلاً أم آجلاً ويضعها في موقع النقيض المطلق للدفاع عن المستضعفين وهو أحد شعاراتها القديمة فضلاً عن كونه يعمق الشرخ المذهبي الذي نحن بغنى عنه». وقال: «كم كان من الأفضل لو تعتبر إيران من المشهد الرهيب الذي نراه كل يوم في بعض الدول العربية كالعراق أو الإسلامية كباكستان التي تعاني من التطرف المذهبي والذي يسقط ضحيته كل يوم العشرات من الأبرياء الذين يُستهدفون فقط بسبب انتمائهم المذهبي؟ ألا تعطي هذه المشاهد الذريعة الملائمة للحركات التي تدعي الأصولية والسلفية والتي تتغذى من بعض الجهات العربية لإخفاء الأهداف الحقيقية للثورة السورية ولتشويه صورتها المدنية والديموقراطية كما كانت لحظة انطلاقها؟ وألا تعطي هذه المشاهد أيضاً الذريعة للغرب لمزيد من الاستفادة من الصراع المذهبي في المنطقة أو للإيحاء بأن الثورات العربية تولد الإرهاب والتطرف؟ وألا تستفيد إسرائيل من كل ذلك أيضاً في حربها العنصرية ضد العرب والفلسطينيين؟». ورأى جنبلاط أن «السويداء عبّرت مرة جديدة عن أصالتها من خلال بيان مشايخها الذين أكدوا عروبتهم ووقوفهم إلى جانب الحق ورفضهم الظلم والقمع والتزامهم الثورة وإدانتهم للخارجين عنها، وهي ليست بحاجة لمن يدافع عنها من لبنان أو غيره أو لتسجيل بطولات وهميّة من على المنابر»، وحيا «مشايخ جبل العرب على نصرتهم للثورة».