دخل التقارب الروسي - الأميركي في الملف السوري مرحلة المفاوضات بعد اتصال هاتفي بين وزيري الخارجية سيرغي لافروف وجون كيري سيليه اجتماع في الأسابيع المقبلة، وتم خلاله التأكيد على ضرورة الإسراع في حل سياسي. وأشارت الخارجية الأميركية إلى أن كيري ولافروف تحدثا لمدة نصف ساعة صباح الأحد وركزا على «الوضع في سورية والجهود المتواصلة في مجلس الأمن حول كيفية الرد على تجربة كوريا الشمالية النووية». وفي الملف السوري، أشار البيان إلى أن كيري ولافروف بحثا في أهمية «استخدام تأثيرهما على الأطراف لدعم مرحلة انتقالية سياسية فاعلة» وأن كيري شدد على «أهمية إنهاء نزيف الدماء، وتفادي انهيار مؤسسات الدولة، وحماية حقوق جميع السوريين ومساعدتهم في كبح التطرف والاقتتال المذهبي». وأنهى البيان بالتأكيد على العمل لعقد أول اجتماع بين الوزيرين في الأسابيع المقبلة. ويعكس البيان بنبرته تقارباً روسياً-أميركياً في الملف السوري، وخصوصاً في تحول الجانبين نحو البحث عن «مرحلة انتقالية سياسية فاعلة» والالتقاء حول «منع انهيار مؤسسات الدولة السورية» ومنع «التطرف». وتختلف هذه اللهجة عن بيانات أميركية سابقة كان فيها المحور الأساسي الدعوات لتنحي الرئيس السوري بشار الأسد، والتي غابت عن هذا البيان. وفيما يؤكد مسؤولون أميركيون ل «الحياة» أن رحيل الأسد «يبقى حتمياً لنجاح أي مرحلة انتقالية»، تعكس اللهجة الجديدة مرونة أكبر في الوسيلة للوصول إلى هذا الهدف. كما يبرز البيان المخاوف الأميركية من تنامي التطرف في الساحة السورية ومجموعات مثل «جبهة النصرة» التي أدرجتها الولاياتالمتحدة على لائحة الإرهاب، كما يعكس القلق من الفتنة المذهبية وتداعيات ذلك على الاستقرار الإقليمي وفرص الحل. وتأمل الولاياتالمتحدة في استخدام هذه النقاط لإيجاد أرضية مشتركة مع موسكو نحو حل، وتوظيف الكرملين تأثيره على النظام للدفع بهذا الاتجاه. في غضون ذلك، أعلنت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية أن الأمين العام للجامعة نبيل العربي سيرأس وفدها إلى موسكو لحضور المنتدى العربي الروسي الذي يعقد اليوم للمرة الأولى، وأوضحت في بيان أن الوفد سيركز في محادثاته في موسكو على القضية السورية فضلاً عن ملفات إقليمية ودولية منها القضية الفلسطينية والأوضاع في ليبيا والسودان واليمن والصومال. ويضم الوفد وزراء خارجية العراق هوشيار زيباري ولبنان عدنان منصور وليبيا محمد عبد العزيز والكويت الشيخ صباح خالد الحمد الصباح ومصر محمد كامل عمرو، وفي المقابل يترأس المنتدى من الجانب الروسي وزير الخارجية سيرغي لافروف. وذكر البيان أن المنتدي «يدعم جهود المبعوث الأممي العربي المشترك الأخضر الإبراهيمي لحل الأزمة» وسيناقش الوضع في سورية «الذي بلغ مرحلة خطرة بالنظر إلى حجم الضحايا من قتلى وجرحى ونازحين داخل البلاد وخارجها»، و «الدعوة إلى وقف فوري لإطلاق النار وإطلاق سراح جميع المعتقلين». وأكد البيان أهمية الجلوس حول طاولة الحوار وضرورة وضع الأزمة على المسار السياسي وفق ترتيبات «اتفاق جنيف». وأشار إلى أن المنتدي سيدرس الوضع الإنساني للسوريين والحاجة الملحة إلى المساعدات للنازحين في كل من لبنان والأردن والعراق وتركيا.