نفى رئيس الحكومة السورية أمس خروج 600 ألف شخص من سورية نتيجة الأزمة التي تعصف بالبلاد منذ نحو سنتين، معتبراً أن الدول التي تستضيف النازحين السوريين تقوم «بالاتجار بهم» من أجل الحصول على مساعدات «مادية ومعنوية»، فيما أعلن الأردن تجاوز عدد اللاجئين السوريين إلى أراضيه 379 ألفاً. وكانت المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة أعلنت في أواخر كانون الثاني (يناير) 2013 ارتفاع عدد النازحين من سورية إلى الدول المجاورة من 600 ألف إلى أكثر من 700 ألف. وقال رئيس الوزراء وائل الحلقي في كلمة ألقاها أمام مجلس الشعب وبثها التلفزيون الرسمي مباشرة: «هم يقدمون قاعدة بيانات صورية غير حقيقية بأن أعداد المهجرين أو المتضررين السوريين وصل إلى 600 ألف مواطن في تلك الأقطار، ولكننا نقول لكم إن الأعداد لا تتجاوز مئتي ألف مواطن أو متضرر يقيمون في هذه المخيمات». وأضاف الحلقي: «بكل أسف جرى الاتجار بهم مادياً ومعنوياً من أجل تقديم مساعدات مادية لتلك الأقطار المجاورة، لا سيما ما حدث مؤخراً في الأردن ولبنان وتركيا»، في إشارة إلى طلب هذه الدول مساعدات دولية لتأمين حاجات النازحين إليها. وقال رئيس الوزراء إن حكومته ومن خلال اللجنة العليا للإغاثة بدأت في المناطق الحدودية مع تلك الأقطار «تأمين مراكز إيواء للإخوة المتضررين وتأمين كل ضرورات الحياة الكريمة» لهم. وأعلن الحلقي تكليف رئيس منظمة الهلال الأحمر العربي السوري عبد الرحمن العطار بالتواصل مع المتضررين ودعوتهم للعودة إلى الوطن. وأكد أن وزارة الداخلية قامت «بكل الإجراءات الضرورية» لتأمن عودة المتضررين إلى أرض الوطن «بصورة آمنة وبدون اي معوقات». وأشار بشكل خاص إلى النازحين الذين «لا يحملون بطاقات شخصية أو جوازات سفر»، مؤكداً أن الوزارة «قامت بتسهيل مرورهم إلى المنافذ الحدودية وتقديم كافة التسهيلات لتأمين دخولهم». إلى ذلك، قال إنمار الحمود، المنسق العام لشؤون اللاجئين السوريين في الأردن، إن «عدد السوريين الذين لجأوا إلى الأردن منذ بداية الأحداث وحتى الآن بلغ 379 ألفاً و785 شخصاً». وأضاف أن «حوالى 83 ألف لاجئ سوري يقطنون في مخيم الزعتري» الذي يقع في محافظة المفرق، شمال المملكة على مقربة من الحدود السورية. وأشار إلى أن «الباقين موزعون في المدن الأردنية ويقطنون محافظات الشمال والوسط وحتى الجنوب». وبحسب الحمود فقد «شهدت الآونة الأخيرة زيادة في أعداد اللاجئين الفارين إلى الأردن»، مشيراً إلى أن «عدد اللاجئين لشهر كانون الثاني (يناير) الماضي كان كبيراً جداً حيث بلغ 47 ألفاً و875 شخصاً في حين بلغ عدد اللاجئين لشهر شباط (فبراير) الحالي حتى (أمس) الأحد 26 ألفاً و311 شخصاً». ورجح الحمود أن يتم في نهاية الشهر الجاري افتتاح مخيم مريجب الفهود الذي يقع على بعد 20 كلم شرق مدينة الزرقاء الواقعة على بعد 23 كلم شمال شرقي عمان ويتسع لستة آلاف لاجئ كمرحلة أولى. من جانب آخر، أكد مصدر مسؤول في القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية الأحد أن «قوات حرس الحدود استقبلت خلال الأيام الثلاثة الماضية 8893 لاجئاً سورياً سيتم نقلهم إلى مخيم الزعتري». ويتوقع الأردن، الذي يتقاسم مع سورية حدوداً مشتركة يزيد طولها على 370 كيلومتراً، ارتفاع عدد اللاجئين بنهاية عام 2013 ليصل إلى نحو 700 ألف، فيما أعلنت الأممالمتحدة في كانون الأول (ديسمبر) أنها تتوقع أن يبلغ إجمالي عدد اللاجئين السوريين في البلدان الأربعة المجاورة لسورية (الأردن ولبنان والعراق وتركيا) 1,1 مليون بحلول حزيران (يونيو) إذا لم يتوقف النزاع.