إن كان الاعلامي في قناة "الجزيرة" فيصل القاسم قد ارتكب خطأ جسيما في التغريدة التي اطلقها عبر الفايسبوك ساخرا فيها من الجيش اللبناني، فإن الجماعة التي اقتحمت مكاتب "الجزيرة" واحتلتها استنكارا لما كتبه، هو خطأ ايضا. صحيح أن القاسم كان ساخرا وحادا في سخريته من الجيش وغير مدرك للعواقب التي قد تترتب على كلامه لبنانيا، لا سيما في هذه المرحلة العصيبة التي يجتازها لبنان، لكنّ الرد عليه كان يجب ان يكون هادئاً وعميقاً وليس انفعاليا واعتباطيا، فهذا الاقتحام اللامسؤول لمكاتب "الجزيرة" ليس في مصلحة الجيش اللبناني ولا يخدم الروح الوطنية اللبنانية، بل هو سيكون مدعاة لحملة استنكار اعلامية اخرى دفاعا عما يسمى حريات اعلامية. قد لا يكون القاسم بريئا و تغريدته قد لا تكون عفوية بل مقصودة لغايات مجهولة، لكن الاقتحام الذي تم الانقسام في بيروت حول ضرورته والطريقة التي نُفّذ بها، كانت له ذيول غير سليمة وأصداء وتأويلات سياسية. كتب القاسم يقول بصلافة معلنة أنّ "انجازات الجيش اللبناني منذ تأسيسه" هي: تصوير كليبات مع وائل كفوري ونجوى كرم واليسا وهيفا وهبي ثم "حرق مخيمات السوريين في عرسال". طبعا هذا كلام خاطئ وجاهل كل الجهل لتاريخ الجيش اللبناني ومساره الوطني وانجازاته العظيمة وعلمانيته وعدالته وتضحياته الكبيرة لحفظ السلام الاهلي والامن ومواجهة العدو الاسرائيلي وخلايا الارهاب. وليس كلامه سوى مزحة غليظة مفضوحة ولعله وقع في فخ اعداء الجيش اللبناني وقد تكاثروا في هذه المرحلة. لكنّ تغريدة هذا الاعلامي جاءت شخصية عبر الفايسبوك لا عبر برنامجه في "الجزيرة"، ما يعني ان هذا رأيه الشخصي وليس رأي القناة. وكان لا بد من الرد عليه شخصياً ايضاً وليس في طريقة الاقتحام التي قد يستخدمها هو حجة لاتهام الجماعة المقتحِمة ب "الديكتاتورية" والعنف ... قد لاتستحق تغريدة القاسم اصلا أي رد فعل نظرا الى سخافتها وهشاشتها، فلا احد يصدق ان الجيش يتدخل في قضية مخيمات اللاجئين الا لحمايتهم امنياً واجتماعياً. هذه اكذوبة شيّعها بعض المغرضين قبل القاسم الذي بدا متهوراّ وغير مسؤول. اما في شأن الكليبات التي بالغ بعض "مطربي" و"مطربات" المطاعم في تقديمها على الشاشات دعماً للجيش، فهي اعمال تجارية من دون مستوى فني، لا على مستوى الكلام ولا اللحن ولا الغناء، وهي تخدم هؤلاء "المطربين" والمطربات" اكثر مما تخدم الجيش. ولوحظ في الاونة الاخيرة ارتفاع موجة هذا "البازار" الطربي الرخيص الذي لا علاقة له لا بالفن ولا بالوطنية.