نجحت السفارة السعودية لدى لبنان في إنقاذ مواطن من محاولة نصب واحتيال كادت تفقده شقتين يملكهما في منطقة كسروان اللبنانية، وسلب نحو 1.5 مليون (دولار أميركي)، وإيداعه في السجن مدة خمس أعوام، نتيجة وضع شنطة تحوي مواد مختلفة من المخدرات في سيارته، فيما أكد السفير السعودي هناك علي عسيري ل«الحياة» أنه تم إعادة كامل حقوق المواطن المالية، وإيقاف من حاول الاحتيال عليه. وشدد عسيري في اتصال هاتفي أمس على المواطنين السعوديين الذين يزورون لبنان، أن يبادروا عند رغبتهم إجراء عقود تجارية أو عقارية إلى استشارة محامي السفارة أو قسم السعوديين أو استشارة أي مكتب محاماة آخر مؤهل، وعدم إجراء أي عقود فردية بثقة مفرطة، وأن يجعلوا من أولوياتهم التواصل مع السفارة، لاستيضاح أي أمر كان، لأن موظفي السفارة مجندون لخدمتهم وحمايتهم وتوفير كامل التسهيلات لهم، مشيراً إلى أنه تم إعادة كامل الحقوق المادية للمواطن السعودي المتضرر (تحتفظ «الحياة» باسمه)، وتوقيف من حاول الاحتيال والإدعاء عليه أمام المحاكم اللبنانية، وأنه لو بادر أصلاً في الاتصال مع السفارة قبل بدأ عملية البيع، لتجنب ما حصل معه. فيما أوضحت زوجة المواطن المتضرر وتدعى أم فراس في اتصال هاتفي مع «الحياة» أن زوجها الذي يعمل استشاري عيون في مدينة الرياض، يملك عقارات في مواقع مختلفة في لبنان، ورغب في بيع شقتين يملكها في منطقة كسروان على رجل أعمال (لبناني الجنسية)، يسكن في الطابق الأرضي في البناية نفسها، مشيرة إلى أن المشتري وهو رجل أعمال في ساحل العاج، متورط في جريمة إبرام جرائم ونصب واحتيال وتزوير. وذكرت أن تفاصيل الحادثة تعود إلى أن زوجها يملك شقتين سكنيتين في منطقة كسروان اللبنانية، وأراد بيعهما معبراً عن رغبته هذه أمام أحد جيرانه، فقرر الأخير الاستيلاء على الشقتين بأسلوب الاحتيال، وعرض على زوجها رغبته في الشراء، على أن يكون ثمنها 1.5 مليون (دولار أميركي)، وقالت: «قدم المحتال لزوجها المتضرر شيكاً نقدياً لأحد المصارف في أوهايو، واتفقا على أن تجري المعاملات لدى أحد المعقبين، وكتبا عقد البيع أن قيمة الشقة الأولى 200 ألف دولار، والأخرى 300 ألف دولار، ووقّع المتضرر على عقد البيع وإيصال المبلغ بحسن نية، واستلم الشيك، وطلب منه المشتري عدم تصوير الشيك، في محاولة منه أنه لا يعلم أحد به». وأشارت أم فراس إلى أن المشتري لازم زوجها المتضرر طوال فترة بقائه في لبنان، وكان يساعده في عملية نقل الأثاث من الشقة، حتى يتأكد المشتري من البائع عدم إيداعه الشيك المصرفي، وقالت: «عندما كان زوجي في الشقة ينقل الأمتعة، وإذا بدورية أمنية تطلب منه تفتيش السيارة، وامتثل للأمر، وعثروا بداخل السيارة حقيبة تحوى ثلاثة أنواع من المواد المخدرة (كوكاين وحشيش ومروانا)، ما دعا المتضرر إلى تسليم مفاتيح الشقة إلى المشتري، قبل أن ينقل إلى مركز الشرطة، ونقل زوجي إلى مركز الشرطة للتحقيق معه، فيما تمكن المشتري من استرداد الشيك بعد دخوله الشقة، كونه يحمل معه مفاتيح الشقة، وحرره». وأضافت أن زوجها طلب تدخل السفارة السعودية لدى لبنان من خلال اتصال أجراه مع شؤون الرعايا السعوديين، وسارع السفير السعودي علي عسيري في التدخل إلى أعلى مستوى، ابتداءً من الاتصالات التي أجراها مع رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي ووزير الداخلية اللبناني مروان شربل، واتضح في ما بعد أن المشتري الوهمي قام بوضع حقيبة المخدرات في سيارة المواطن السعودي، حتى يتعرض للسجن خمسة أعوام بواسطة أحد أقارب المشتري، في محاولة منه أن ينجو من هذه الحادثة، واستولى على شقتين سكنيتين، واسترد الشيك الذي عرف في ما بعد أنه مزور.