تنذر تظاهرات تنوي قوى المعارضة والموالاة في مصر تنظيمها اليوم (الجمعة) بإظهار مدى الانقسام والاستقطاب الحاصل في المشهد السياسي. كما أنها تنذر بأعمال عنف على نطاق واسع، فيما أبدت السلطة عدم مبالاة بجهود يبذلها حزب «النور» السلفي لرأب الصدع، وأظهرت إصراراً في المضي في طريق الاستحقاق التشريعي، إذ توقع مصدر رئاسي أن يصدر الرئيس محمد مرسي نهاية الاسبوع قراراً بفتح باب الترشح الى المجلس النيابي. ويتوقع ان يقوض قرار مرسي بشأن الانتخابات جهود «حزب النور» ويرسخ الانقسام، علماً بأنه يرجح ان تصدر المحكمة الدستورية خلال اليومين المقبلين قرارها في شأن مدى دستورية قانون تنظيم الانتخابات. وأوضح المصدر الرئاسي ل»الحياة» أن الدستور الجديد يلزم الرئيس البدء في إجراءات الانتخابات خلال ستين يوماً من الاستفتاء على الدستور، أي قبل نهاية الشهر الجاري. وجزم ب»عدم تغيير الحكومة الحالية» على رغم رهن المعارضة مشاركتها في الانتخابات ب»إطاحتها»، ولفت الى ان الحكم يعول كثيراً على إجراء الاستحقاق التشريعي ل»تهدئة المشهد السياسي». وفي غضون ذلك يعقد حزب «الحرية والعدالة» الحاكم مؤتمره السنوي ويستمر يومين للبحث في التحضير للانتخابات، في ظل خشية من قرار محتمل لجبهة «الإنقاذ الوطني»، التي تمثل قوى المعارضة الرئيسية، بمقاطعة الانتخابات، الأمر الذي قد «يفجر أزمة كبيرة داخلية وخارجية في حال لجأت المعارضة إلى تلك الخطوة» بحسب المصدر. وكانت قيادات حزب «النور» السلفي اجتمعت مساء أمس في مقر حزب «الوفد» مع رموز في جبهة «الإنقاذ الوطني»، وأوضح القيادي في «النور» أشرف ثابت ل»الحياة» أن الاجتماع بحث في «موعد عقد جلسة جديدة للحوار الوطني التي ترعاها الرئاسة، وضمانات إنجاح الحوار، والعمل على إزالة المخاوف التي تعتري المعارضة»، وأشار إلى «أن مقاربات تلوح في الأفق بين الحكم والمعارضة» وهو ما يتناقض مع تصريحات المصدر الرئاسي. واعتبر ثابت تأكيد الرئاسة عدم وجود خطوط حمر في الحوار «تقدما كبيرا»، وأشار الى ان «أطرافاً في المعارضة أفادت برغبتها في المشاركة في الحوار فيما تبدي أطراف أخرى تخوفات وتريد ضمانات»، مؤكدا «العمل على تقريب وجهات النظر وإزالة أية مخاوف». ورهن القيادي في «الإنقاذ» عمرو موسى حضور الجبهة اجتماعات الحوار الوطني ب»تنفيذ المبادرة التي أطلقها النور وتتماهى مع مطالب المعارضة لا سيما تشكيل حكومة إنقاذ وإطاحة النائب العام طلعت عبد الله». وقال ل»الحياة» أمس: «إذا التزمت الرئاسة تنفيذ مبادرة النور وحصلنا على ضمانات بتنفيذ ما نتوافق عليه، سنشارك في الحوار مع الرئاسة». وتتكرر اليوم (الجمعة) مشاهد انقسام الميادين بين الموالاة والمعارضة، وسط مخاوف من اندلاع أعمال عنف على نطاق واسع. إذ تتظاهر جماعة «الإخوان المسلمين» في ميدان النهضة في محافظة الجيزة، القريب من ميدان التحرير، الذي سيكون، إضافة إلى قصر القبة الرئاسي، موقعا لاستقبال المعارضين المطالبين باسقاط النظام، فيما التزم «حزب النور» الحياد، ونأى بنفسه عن المشاركة في أي من الفاعليات أملاً في لعب دور الوسيط بين الفرقاء. وفي غضون ذلك، نقلت «رويترز» عن محامين حقوقيين في مصر وفاة شاب مريض بالسكري كان محتجزاً منذ يوم الجمعة الماضي اثر اشتباكات بين الشرطة ومحتجين بمدينة الإسكندرية بعد رفض إدارة السجن إدخال أدوية إليه. وأوضح المحامي حمدي خلف ان الشاب حسن شعبان (35 عاماً) لم يكن مشاركاً في الاحتجاج وأنه «ألقي القبض عليه عشوائياً».