أعلنت واشنطن أنها على علم بجهود إيران للحصول على مواد حساسة مرتبطة ببرنامجها النووي. وقال الناطق باسم البيت الأبيض جوش ايرنست أمس، إن هذه الجهود «تشكل انتهاكاً لالتزامات إيران تجاه مجلس الأمن»، لكنه رفض التعليق على أي تعاملات محددة، فيما كشفت صحيفة «واشنطن بوست» أن إيران سعت إلى الحصول من الصين على عشرات الآلاف من الأجهزة المغناطيسية التي تستخدم في أجهزة الطرد المركزي. أتى ذلك في وقت فشلت طهران والوكالة الدولية للطاقة الذرية مجدداً في التوصل إلى اتفاق حول خطة للتحقق من البرنامج النووي لإيران، وذلك قبل أقل من أسبوعين من استئناف محادثاتها مع مجموعة الدول الست في كازاخستان في 26 الشهر الجاري. واعتبرت باريس أن استمرار إيران في رفض كشف أهداف برنامجها النووي «أمر مقلق جداً». ويزيد التعقيدات إعلان مصدر ديبلوماسي أن وفد الوكالة شاهد «عدداً صغيراً» من أجهزة الطرد المركزي من طراز «آي آر 2 - أم» المتطورة التي أعلنت طهران الأربعاء أنها باشرت تركيبها في محطة «نطنز» لتخصيب اليورانيوم. ولدى عودته من زيارة لإيران، هي الثامنة لوفد الوكالة الدولية خلال سنة، والثالثة منذ منتصف كانون الأول (ديسمبر) الماضي، قال رئيس مفتشي الوكالة هرمان ناكيرتس: «بحثنا في وثيقة مقاربة منظمة للتدقيق في احتمال وجود بعد عسكري للبرنامج النووي الإيراني، لكننا لم ننجزها ولم نتوصل إلى اتفاق حول موعد الاجتماع المقبل». وناقض ذلك تصريح مندوب إيران لدى الوكالة الذرية علي أصغر سلطانية بأن «المحادثات شهدت تقدماً بعد تسوية خلافات، والتوصل إلى اتفاق حول بعض الآليات». وعلى غرار الزيارات السابقة، لم تسمح طهران لوفد الوكالة بتفقد موقع «بارشين» قرب العاصمة، والذي يُشتبه بأن تجارب جرت فيه لعمليات تفجير تقليدية يمكن أن تستخدم في إطلاق قنبلة ذرية. وكان تقرير أصدرته الوكالة العام 2011، «استناداً إلى عناصر ذات صدقية»، أشار إلى عمل إيران لتطوير قنبلة ذرية قبل العام 2003 وربما بعده، وهو ما تنفيه الجمهورية الإسلامية. ومن المقرر أن يطلع مدير عام الوكالة الدولية يوكيا أمانو الدول الأعضاء على وضع المحادثات مع إيران، في تقرير فصلي مرتقب نهاية الشهر، ثم يعقد مجلس حكام الوكالة مطلع آذار (مارس) المقبل، اجتماعاً لمناقشة احتمال إدانة إيران مجدداً وطلب إحالة الملف إلى مجلس الأمن، وهو ما هددت واشنطن بتنفيذه في حال عدم تحقيق تقدم. وغداة إعلان إيران نصب أجهزة طرد مركزي أكثر تطوراً في «نطنز»، أفادت صحيفة «واشنطن بوست»، بأن طلبات شراء حصل عليها باحثون نوويون أظهرت محاولة عملاء لإيران شراء مئة ألف مغناطيس على شكل حلقات من الصين قبل نحو سنة، علماً أن الأممالمتحدة تحظر استيراد إيران هذا النوع من الأجهزة. ولم يتضح مصير المحاولة الإيرانية، لكنها غير عادية باعتبار أن كمية المغناطيس المطلوبة تكفي ل50 ألف جهاز طرد مركزي جديد، أي خمس مرات أكثر عدد الأجهزة التي تشغلها إيران حالياً. ونقلت الصحيفة عن ديبلوماسي أوروبي إن «الإيرانيين يضعون أنفسهم في موقع يسمح بتحقيقهم بسرعة تقدماً نووياً كبيراً»، محذراً من أن «كل خطوة إلى الأمام تزيد الوضع خطورة».