يعتزم المركز الوطني للقياس والتقويم «قياس»، تطبيق اختبارات القياس والتقويم لخريجي كليات الهندسة، اعتباراً من نهاية الفصل الدراسي الجاري، كنسخة «تجريبية». كما يعتزم المركز، بالتنسيق مع وزارة التعليم العالي، تطبيق الاختبارات في 10 تخصصات أخرى، منها اللغة العربية، والشريعة، والكيمياء، والفيزياء، والرياضيات، وعلم النفس. وأكد مدير المركز الأمير فيصل المشاري آل سعود، أن الاختبارات «لا تهدف إلى تقويم المهندسين حديثي التخرج، بل إلى تقويم برامج كليات الهندسة في الجامعات الوطنية، وتحديد نقاط القوة والضعف». واعتبر الأمير فيصل، خلال مشاركته أول من أمس، في ورشة عمل بعنوان «كتابة عناصر اختبار المهارات الهندسية»، مستويات الخريجين، «أحد أهم معايير تقييم البرامج الهندسية. وستساعد نتائج اختبارات كليات الهندسة في الجامعات الوطنية في الحصول على الاعتمادات الأكاديمية العالمية». ونظمت الورشة، جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، بالتعاون مع مركز «قياس»، ضمن سلسلة ورش عمل ينظمها مركز «قياس»، للإعداد لاختبارات القياس والتقويم لخريجي الهندسة في الجامعات السعودية. وأكد مدير مركز قياس، حرصهم على «ألا يشكل الاختبار معياراً للقبول في سوق العمل، أو في الدراسات العليا،. لأننا لا نريد أن نضع عراقيل أمام الخريج، لأن البرنامج يستهدف تقويم البرامج الهندسية. وسيتم استخدام نتائج الاختبارات لتقييمها، وتطويرها بشكل ينعكس إيجاباً على الطلاب»، مشيراً إلى أن إعداد وتصميم الاختبارات «لا زال قيد الدراسة». ولفت إلى أن «دولاً كثيرة بدأت أخيراً، مشاريع لتقويم خريجي الجامعات، خصوصاً في التخصصات المهنية»، مشيراً إلى أن مركز «قياس»، يعمل على المشروع «بشكل متأنٍ، ويقوم بدراسات وافية، لتحقيق الاستفادة القصوى». وقال: «إن المركز سيبدأ باختبار برامج الهندسة، بناءً على طلب وزارة التعليم العالي، وبسبب أهمية التأهيل المهني للمهندسين، ليكونوا قادرين على مواكبة النهضة التنموية التي تشهدها المملكة، التي تتطلب برامج هندسية على مستوى عالٍ. كما أنه يمكن الاستفادة من المشروع في الاختبارات المهنية». وذكر أن المشروع يهدف إلى «تقويم مخرجات التعليم العالي»، مشيراً إلى أن التنفيذ يتم على مراحل. وتم البدء بسبعة تخصصات هندسية. وأشار إلى ضرورة «قياس جودة التعليم العالي في المملكة»، مؤكداً أن هذا المشروع «سيمكن وزارة التعليم العالي من تقييم وتقويم مخرجاتها، لأنه يساعد الجامعات في الحصول على تغذية رجعية لمخرجاتها». وأضاف أن «اختبارات القياس تخبرنا عن موقعنا في العالم عندما نقارن برامجنا المحلية ببرامج عالمية». وذكر أن «المشروع في بدايته وأمامه تحديات كثيرة»، لافتاً إلى أن اختبارات «قياس مخرجات التعليم العالي توجه عالمي جديد، وأن المملكة ستكون رائدة في هذا المجال. بدوره، ذكر مدير جامعة الملك فهد الدكتور خالد السلطان، أن الجامعة «حريصة على المشاركة بخبراتها وتقديم دعمها لكافة المبادرات التي تهدف إلى تطوير التعليم العالي في المملكة». وقال: «أصبح من الضروري أن يفي خريجو جامعاتنا بمتطلبات سوق العمل على الصعيدين المحلي العالمي، في ظل المنافسة العالمية»، لافتاً إلى أنه «يتحتم علينا مراقبة مدى جودة الخريجين، وضمان اكتسابهم المهارات المطلوبة، وأن تتواءم مخرجات التعليم العالي مع متطلبات سوق العمل».