وضع صحافيون متضامنون مع الأسير الفلسطيني المضرب عن الطعام منذ 206 أيام سامر العيساوي زجاجات ماء وأكياس من الملح على كرسي متحرك في منتصف ساحة الجندي المجهول، وكتبوا عليه: «ماء وملح ... هذا طعام سامر»، في وقت هددت «كتائب شهداء الأقصى - وحدات الاستشهادي نبيل مسعود»، التابعة لحركة «فتح»، دولة الاحتلال الإسرائيلي بفتح أبواب جهنم عليها في حال أصاب الأسرى أي مكروه، مشيرة إلى أنها لن تقف مكتوفة الأيدي أمام سقوط أي أسير شهيداً. ورفع الصحافيون خلال وقفة تضامنية نظموها في باحة الجندي المجهول في مدينة غزة، لافتات باللغتين العربية والإنكليزية، يطالبون فيها العالم بالضغط على إسرائيل لإطلاق العيساوي والمعتقلين الفلسطينيين. ووقفوا في الشوارع الرئيسة لمدينة غزة، وعلّقوا على السيارات المارة لافتة كُتب عليها: «أنا متضامن مع سامر»، كما وزّعوا الماء والملح على المواطنين للفت أنظارهم إلى قضية الأسرى المضربين. بدوره، قال وزير شؤون الأسرى والمحررين عيسى قراقع إن «العد التنازلي لحياة الأسرى المضربين عن الطعام بدأ يتسارع بقوة نحو الكارثة، والآن نعيش لحظات بالغة الخطر نتوقع فيها استشهاد أي من المضربين في ظل صمت عالمي وحقوقي وقانوني مهين». وطالب الأممالمتحدة والمجتمع الدولي بمؤسساته الحقوقية والقانونية والسياسية المختلفة بالتحرك بشكل سريع على الصعد المختلفة لإنقاذ المضربين الذين لم تعد أجسادهم المنهكة تحتمل مزيداً من الجوع. ولفت خلال اجتماع له مع منسق الأممالمتحدة للشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية جيمس روالي، إلى أن المعتقلين المضربين عن الطعام أيمن الشراونة، وسامر العيساوي، وطارق قعدان، وجعفر عز الدين، يتعرضون إلى ممارسات لا إنسانية من سلطات السجون، مثل التنقل الدائم بهم من سجن إلى آخر، أو مساومتهم على حقهم في تلقي العلاج في مقابل فك إضرابهم عن الطعام، علاوة على تعرض بعضهم إلى الضرب، كما حدث مع العيساوي. من جانبه، أكد روالي أن الأممالمتحدة تراقب الوضع عن كثب وتضغط على الأطراف المعنية لإنهاء هذه الكارثة الإنسانية، لافتاً إلى أن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون تلقى رسالة من الرئيس محمود عباس من أجل التدخل الفوري لإنقاذ حياة الأسرى. وقال إن قضية المضربين هي القضية الأساسية التي تتابع على الصعيدين الدولي والإنساني حالياً، و «أننا نحاول الخروج بأسرع الحلول من دون أن يستشهد أحدهم».