تحدث رئيس مركز الكويت للدراسات الاستراتيجية الدكتور سامي الفرج، خلال جلسات «منتدى الإعلام الاقتصادي الخليجي 2013» أمس، في ورقة عمل «الإعلام والتخطيط الاستراتيجي للتنمية، الرؤية الاستراتيجية لدولة الكويت كنموذج»، عن إمكان أن تكون الكويت منطقة رابطة بين المشاريع الاقتصادية في كتل الجزيرة العربية وحوض الرافدين وإيران بعضها ببعض في «منطقة شمال الخليج»، بحيث تيسر انتقال الأموال والسلع والخدمات والأشخاص، وتحقق الاستقرار في المنطقة، موضحاً أن الإعلام من أبرز الداعمين والمساهمين في صناعة القرار. وتناول رئيس تحرير صحيفة «اليوم» السعودية محمد الوعيل «أدوات تعزيز الثقة بين أطراف المشهد التنموي والمؤسسات الإعلامية»، وقال إن الصحافة السعودية لم تعرف الصحافي المتخصص طوال مشوارها، إلا في مجالات الثقافة والأدب والرياضة، بل اعتمدت في شكل كبير على الصحافي الشامل، ولذلك اعتمدت الصحف على محللين وكتاب من دون مراعاة للمهنية، واقتصرت بعض الصحف على ملاحق صحافية اقتصادية يديرها طاقم صحافي غير متخصص، ولم تتمكن من توفير صحافيين متخصصين في كل مجالات الاقتصاد والنفط والطاقة والعقار والطب وغيرها، ولذلك غاب التأهيل العلمي للصحافي الاقتصادي المتخصص. ودعا الوعيل إلى إنشاء صندوق مشترك بين الصحف والغرف التجارية، يقوم بإعداد برنامج مدروس لتطوير مهارات الصحافيين الاقتصاديين الحاليين، وإلحاق قدرات بشرية جديدة بهذا البرنامج، مؤكداً أهمية الاستفادة من فرص الابتعاث المتاحة لدى أي من قطاعات المشهد التنموي في المملكة لصناعة صحافيين مميزين، إذ سيشكل إضافة مهمة لما سينهض به الصندوق المشترك بين الغرف والمؤسسات الصحافية. واقترح إلزام أقسام الإعلام في الجامعات السعودية بوضع خطط لصناعة إعلاميين متخصصين في الاقتصاد، بحيث يكون هناك قسم في كليات الإعلام اسمه «الإعلام الاقتصادي» يُخرّج كوادر في هذا المجال الممتد، والذي سيستمر تطوره. ونوّه إلى ضرورة إلحاق المتحدثين الإعلاميين في المؤسسات الحكومية والقطاع الخاص بدورات تدريبية تصقل مهاراتهم في التعامل مع الصحف ومع مختلف وسائل الإعلام. وفي الجلسة الختامية التي حملت عنوان: «الإعلام الجديد: الصراع مع الإعلام المطبوع»، أشار ناشر صحيفة «إيلاف» عثمان العمير إلى أنه من الصعب متابعة أخبار العالم من دون متابعة برامج التواصل الاجتماعي لأنها تصنع الخبر. وتمنى أن يحظى الإعلام الجديد برعاية الحكومات في دول الخليج، داعياً إلى إنشاء صندوق لدعم المشاريع الإعلامية واعتبارها جزءاً أساساً لدعم الاقتصاد. وعن صراع الإعلام الجديد قال: «لا يوجد صراع، فالصراع محسوم لمصلحة الإعلام الجديد، لأن الصحف أصبحت تحذو حذوه». واختلف معه قينان الغامدي (الإعلامي والكاتب الصحافي) بأنه لا يوجد إعلام قديم وحديث، ولكن الجديد يكمن في الوسيلة. وقال: «لا توجد وسيلة حديثة تظهر وتلغي ما قبلها»، داعياً إلى تخصيص موازنات ضخمة لدعم الإعلام، كونه المتخلف الوحيد بين القطاعات الأخرى المختلفة. ووصف مواقع التواصل الاجتماعي بأنها مجالس لتبادل الأحاديث، مشيراً إلى أنه لا توجد مواقع إخبارية مميزة كثيرة تثق بها في نقل الخبر. وبعنوان: «محتوى الإعلام الاجتماعي مقابل الإعلام التقليدي» دعا عمار محمد (أحد البارزين في الإعلام الجديد في قطر) إلى تحديد أهداف واضحة من النشر عبر الإنترنت، ومن ثم رسم الخطط لتحقيق هذه الأهداف وفق خطط زمنية، بحيث يُعطى للتجربة مداها الزمني اللازم، حتى ترسخ تقاليد معرفية واستهلاكية جديدة في أذهان الأجيال الجديدة تجاه الصحافة الإلكترونية. ودعا إلى إرساء مفاهيم إدارية وتحريرية خاصة بالنسخ الإلكترونية من الصحيفة من حيث دورة المادة الصحافية وشكلها الفني ومعايير اختيار المحتوى، مع أهمية الفصل تدريجياً بين سياسة التحرير المتبعة مع الصحيفة المطبوعة وما ينبغي أن تكون عليه إجراءات إنتاج وإصدار المحتوى الإلكتروني.