حذرت الرئيسة الكورية الجنوبية المنتخبة بارك كون هيه أمس، من أن النظام في كوريا الشمالية الذي أجرى أمس تجربته النووية الثالثة منذ العام 2006، سينهار إذا عزز قدراته النووية بمزيد من التجارب «لأن الترسانة النووية الأقوى تعني عزلة دولية أعمق». وقالت: «بغض النظر عن عدد التجارب التي تجريها لتطوير قدراتها النووية، إذا أصبحت منبوذة دولياً وبددت مواردها سيؤدي ذلك إلى انهيارها».وأضافت: «يجب أن تعرف بيونغيانغ أن الاتحاد السوفياتي السابق انهار رغم امتلاكه اسلحة نووية، لذ تسيء كوريا الشمالية التقدير باعتقادها أن القدرات النووية الأكبر تمنحها إمكانات تفاوضية أقوى». وأعلنت بارك أنها ستحاول أن تجعل كوريا الشمالية تدفع ثمن استفزازاتها، لكنها أشارت إلى احتمال تقديم مساعدات وتعزيز التعاون الاقتصادي معها إذا حاولت أن تصبح «عضواً مسؤولاً» في المجتمع الدولي. في غضون ذلك، أفاد مكتب الرئاسة الكورية الجنوبية، أن الرئيس لي ميونغ باك اتصل هاتفياً بالرئيس الأميركي باراك أوباما ورئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، واتفق معهما على تكثيف مناقشة سبل فرض عقوبات جديدة على كوريا الشمالية بعد إجرائها التجربة النووية الثالثة. وكان مجلس الأمن والدول الكبرى دانت بشدّة التجربة النووية الكورية الشمالية. وسيبدأ أعضاء المجلس بالعمل فوراً على اتخاذ الإجراءات الملائمة عبر إصدار قرار جديد، في وقت هددت كوريا الشمالية بإجراء تجربة نووية أخرى إذا تحركت الولاياتالمتحدة لفرض عقوبات جديدة عليها. إلى ذلك، رأى محللون أن استدعاء وزارة الخارجية الصينية أول من امس السفير الكوري الشمالي لديها للاحتجاج على التجربة التي أحرجتها، «زاد عزلة بيونغيانغ». لكنهم توقعوا أن تستمر بكين في مقاومة تشديد مجلس الأمن العقوبات على حليفتها، «خشية أن يضعف ذلك اقتصاد كوريا الشمالية، ما يؤدي إلى تدفق اللاجئين على أراضيها. وقال ديبلوماسيون في الأممالمتحدة إن «الصين انزعجت في مرحلة أولى من صوغ مجلس الأمن امس مشروع بيان يُفيد بأن التجربة النووية تهديد واضح للسلم والأمن الدوليين، لكنها استسلمت في نهاية المطاف. ورجح المحللون أن تواصل الصين بحث المسألة مع الولاياتالمتحدة، وتقبل بعض مطالبها، انطلاقاً من أن أولوياتها تختلف عن أولويات الولاياتالمتحدة وحليفتيها كوريا الجنوبية واليابان، إذ تعتبر زعزعة الاستقرار على حدود حساسة أكثر أهمية وإلحاحاً من الأزمة النووية الكورية الشمالية. وزاد حجم التبادل التجاري بين الصين وكوريا الشمالية بنسبة 24.7 سنوياً الى 3.1 بليون دولار في النصف الأول من عام 2012، وبلغ حجم التبادل الجاري 5.7 بليون دولار في 2011، بزيادة 62.4 في المئة عن عام 2010. ويعتقد بأن بكين تتبنى سياسة كرم مع بيونجيانغ على صعيد «السلع الكمالية»، في وقت قرار تحظر الأممالمتحدة تصدير هذه السلع إلى كوريا الشمالية. وأمس، استدعت بريطانيا السفير الكوري الشمالي لديها، وأبلغته بالتعابير «الأكثر حزماً» إدانتها للتجربة النووية، داعية المجتمع الدولي إلى «التحدث بصوت واحد» في رده على التجربة. وحضت نظام كوريا الشمالية على التصرف «بما يخدم مصلحة شعبه، واختيار الطريق الذي يريده فعلياً».