اعلن الجهاز المركزي للإحصاء التابع لوزارة التخطيط والتعاون الانمائي العراقية أنه حدد ثلاثة مواعيد جديدة للإحصاء العام وقدمها الى مجلس الوزراء، بعد تأجيله الى اجل غير مسمى، فيما اعتبرت «كتلتة التحالف الكردستاني» التأخير «غير مبرر ويسيء الى مصالح البلاد العليا». وكان وزير التخطيط علي بابان اعلن تأجيل التعداد السكاني لأجل غير مسمى وقال في تصريح اعقب لقاءه مع المرجع الشيعي الاعلى السيد علي السيستاني ان «الوزارة مستعدة لإجراء التعداد من الناحية الفنية ولكن بسبب تحفظات ومخاوف الكتل السياسية في محافظتي كركوك ونينوى قررنا تأجيله الى وقت آخر». الا ان رئيس الجهاز المركزي للإحصاء مهدي العلاق نفى في تصريح الى «الحياة» ان تكون الوزارة اتخذت قراراً بتأجيل الاحصاء، موضحاً ان ذاك من اختصاص مجلس الوزارء الذي لم ينظز في الموضوع حتى الآن. واضاف ان «تصريحات الوزير فسرت خطأ فالوزارة مستعدة بشكل جيد لإجراء الإحصاء في موعده المحدد وقد اكملنا التحضيرات الفنية». وعلل العلاق رغبة الوزارة بالتأجيل ب «مشكلات ادارية وسياسية في المناطق المتنازع عليها والضغوط التي تمارسها بعض الجهات المختلفة في هذه المناطق على الحكومة». وأوضح ان الوزارة «طالبت مجلس الوزارء بتشكيل لجنة عليا لدراسة الاوضاع في كركوك ونينوى وباقي المناطق المتنازع عليها وتقديم الحلول والطرق السليمة التي يمكن للجهاز المركزي للإحصاء اتباعها في هذه المناطق اثناء عملية الإحصاء». وكشف العلاق ثلاثة مواعيد جديدة مقترحة للإحصاء هي اول نيسان (ابريل) المقبل والثاني من تشرين الأول (اكتوبر) من العام ذاته اضافة الى الموعد المحدد في 24 تشيرن الأول من العام الحالي، لافتاً الى ان تلك المواعيد مطروحة على مجلس الوزراء. ويعارض التركمان والعرب في كركوك ونينوى إجراء الإحصاء في المناطق المتنازع عليها الى حين تسوية المشاكل المتعلقة بالتغييرات الديموغرافية التي يتهمون الاكراد بأحداثها. لكن النائب عن «التحالف الكردستاني» محسن السعدون قال ل «الحياة» ان «اعتراف وزير التخطيط بوجود ضغوط سياسية، كانت وراء تأجيل الإحصاء السكاني امر غير مقبول مطلقاً ولا بد من تقديم اسباب اكثر اقناعاً». وقال إن التأجيل « يضر بمصالح البلاد العليا ويعقد المشاكل». ودعا الحكومة الى عدم الرضوخ للضغوط بعض الاحزاب في كركوك ونينوى لأن «إجراء الإحصاء في موعده واجب وطني نحن بأمس الحاجة اليه». ويعتبر الإحصاء الاول من نوعه منذ 1987 وسيشمل انحاء العراق بما فيها محافظات اقليم كردستان. وبلغ عدد العراقيين 16 مليون نسمة عام 1987، ويتوقع ان يبلغ عددهم اليوم ما بين 30 و31 مليوناً.