أكد وزير المال الفرنسي بيير موسكوفيشي أمس بأن دول منطقة اليورو تحتاج إلى تعاون أوثق في سياسة سعر الصرف، مضيفاً أن المسألة ستناقش في اجتماع وزراء مال المنطقة في وقت لاحق أمس. وحض الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند منطقة اليورو الثلثاء الماضي على وضع هدف في الأمد المتوسط لسعر صرف اليورو في رد فعل على صعود العملة الأوروبية الموحدة في الأشهر الأخيرة وهو ما يحد من القدرة التنافسية لصادرات المنطقة. وقال موسكوفيشي لصحافيين عند دخوله إلى اجتماع الوزراء: «سنناقش أسعار الصرف. ارتفع اليورو بقوة في الأشهر الماضية... لأسباب إيجابية نظراً إلى عودة الثقة في منطقة اليورو. يجب أن تكون لدينا، وقد أصررت على ذلك، سياسة منسقة في ما بيننا تتيح لنا مناقشة استقرار سعر الصرف، خصوصاً داخل مجموعة الدول العشرين». وأضاف: «أعتقد أن علينا على المستوى الدولي الحديث عن سياسة منسقة تتيح لنا سعر صرف مستقراً يعكس العوامل الأساسية لاقتصاداتنا حتى تكون توقعات الخبراء الاقتصاديين مستندة إلى أسس قوية... لا ينبغي أن يكون سعر الصرف عرضة لأهواء أو تكهنات». ويرتقب أن تطغى «حرب العملات» التي أججتها اليابان وبدأت تقلق أوروبا على اجتماع الوزراء في بروكسيل إذ تريد فرنسا طرح موضوع اليورو القوي المثير للجدل، ثم الجمعة والسبت في موسكو أثناء انعقاد قمة العشرين. وسيكون الموضوع التميز الرئيس للمجموعة الأوروبية التي لا يتوقع أن تخرج بأي قرار، لا في شأن مساعدة قبرص في انتظار الانتخابات الرئاسية القبرصية الأحد ولا في شأن الاتحاد المصرفي، الملف الذي ما زال موضع مفاوضات مكثفة. وقد يتركز الاهتمام على النية المعلنة لموسكوفيشي لفتح «نقاش» حول مستوى اليورو. ففرنسا تطالب بأن تضع منطقة اليورو «سياسة لصرف العملات» بسبب قلقها من ارتفاع قيمة العملة الأوروبية المشتركة الأمر الذي يزيد كلفة الصادرات وقد يقضي بنظرها على جهودها الأخيرة لاستعادة القدرة التنافسية. لكن يبدو أن ألمانيا ثم البنك المركزي الأوروبي يريدان القضاء مسبقاً على هذه الفكرة مع التأكيد بأن لا مبالغة في تقدير قيمة اليورو. أما رئيس البنك المركزي الأوروبي ماريو دراغي فبدا من جهته حذراً الخميس في شأن عودة النمو في منطقة اليورو، في رسالة رأى فيها عدد من المحللين محاولة لاحتواء ارتفاع قيمة العملة الموحدة. وهي محاولة ناجحة لان سعر صرف اليورو بلغ في الوقت الحاضر نحو 1.33 دولار بعد أيام من تجاوزه 1.37 دولار وهو سعر قياسي في 14 شهراً. ويتوقع أن يتجدد النقاش في نهاية الأسبوع في موسكو حيث سيجتمع وزراء المال ورؤساء المصارف المركزية في مجموعة العشرين التي تضم أبرز الدول الغنية والناشئة للمرة الأولى برئاسة روسية.