تحاصر ظروف «بالغة الصعوبة» سيدة سعودية، لخوفها من قيام مالك المنزل الذي تعيش فيه بتنفيذ وعيده بطردها وأبنائها السبعة من مسكنهم، لعدم قدرتهم على دفع الإيجار البالغ 20 ألف ريال. وتركت الأم زوجها بسبب «الفقر، ولعدم قدرته على تكبد عناء المعيشة، ودفع إيجار المنزل»، ما دفعها إلى طلب الطلاق، وبخاصة بعد «زيادة المشكلات العائلية» بينهما، فكان «الانفصال الخيار الأفضل للجميع» على حد قولها. وتصارع شرعاء الدوسري ظروف الحياة التي تكالبت عليها. وتقول ل«الحياة»: «منذ أن تزوجت وزوجي لا يعمل، إلى أن توظف في شركة أمن براتب ألفي ريال»، مضيفة: «أنجبت سبعة أولاد، أكبرهم يبلغ من العمر 17 عاماً، وأصغرهم أربعة أعوام، وكنت أعيش دوماً على أمل تحسّن ظروفنا المعيشية السيئة للغاية، وليست لديّ قدرة على إطعامهم، فكيف لي أن أدفع إيجار المنزل، فطلبت الطلاق قبل نحو ثلاثة أشهر». وتتابع: «تقدمت إلى مديرية الشؤون الاجتماعية للحصول على مساعدة الضمان الاجتماعي، إلا أن الإجراءات تتطلب وقتاً لا يقل عن ثلاثة أشهر. فيما أصرّ مالك المنزل على طردنا، لعدم قدرتنا على سداد الإيجار». وتناشد شرعاء أهل الخير مساعدتها وأطفالها، موضحة: «زوجي رفض منحي نفقة ولو ريالاً واحداً، وكان هذا هو شرطه في مقابل حصولي على صك الإعالة، فكيف يمكن للقانون أن يترك امرأة في هذه الظروف، وأن تتنازل عن حقوقها في مقابل أبنائها؟». وتستطرد: «ظروف الحياة صعبة للغاية، وأنا على استعداد لإثبات صحة ما أقوله، فلا أجد من يعول أبنائي، كما لا أجد من يؤوينا من الجلوس في الشارع»، لافتة إلى أن إخوتها «يعيشون في ظروف صعبة، ورفضوا تقديم معونة شهرية لي، كما رفض أقارب زوجي تقديم مساعدات للأطفال، والجمعيات تقوم بتحويلي إلى الشؤون الاجتماعية، وهكذا، فيما لا أملك القدرة على العمل». وتقف شرعاء مكتوفة الأيدي، عاجزة عن مواجهة مشكلات الحياة، وتبحث عن مخرج يقيها مع أبنائها «حر الصيف، وبرد الشتاء، فقط»، بحسب تعبيرها، مضيفة: «لا أبحث عن طعام ولا شراب، فهمّي الأول والأخير هو السكن، فكيف أعيش بلا مأوى؟».