موسكو، بيروت - أ ب، أ ف ب - حذّر «الحرس الثوري» أي «معتدِ» على إيران أمس، من أنه «سيضرب مصالحه أينما كانت»، فيما اعتبرت مصادر إيرانية ان تصريحات مرشد الجمهورية الاسلامية في إيران علي خامنئي حول الحوار مع الولاياتالمتحدة، تشكّل «ضوءاً أخضر» للحكومة في هذا الشأن، اذا أصبحت الظروف ملائمة. ووصف «الحرس الثوري» في بيان «توجيهات خامنئي وتصريحاته» بأنها «كلمة فصل»، مؤكداً «امتثاله لأوامر خامنئي واستعداده لرد الصاع صاعين لكلّ من تسّول له نفسه العدوان على ايران، ولمواجهة أي حماقة ترتكبها القوات الاميركية أو الصهيونية». وشدد على ضرورة «تعزيز الوحدة والتعاضد بين مسؤولي البلاد، ويقظة الشعب الايراني امام المؤامرات والخطط الشيطانية لاعداء الثورة»، محذراً «الأعداء من شن أي هجوم وارتكاب حماقات، اذ سنضرب مصالحهم أينما كانت، عبر حشد الامة الاسلامية». جاء ذلك بعدما حذر خامنئي الأميركيين من ارتكاب «حماقة»، مشدداً على أن «ردّ الأمة الايرانية» على أي هجوم يستهدفها «لن يقتصر على هذه المنطقة (الشرق الأوسط)، بل ستكون ساحة المواجهة أوسع نطاقاً». واشترط للحوار مع الولاياتالمتحدة، ان «تتوقف عن القيام بدور القوة العظمى وتوقف التهديدات وتلغي العقوبات وألا تحدّد هدفاً للمفاوضات». وقال خلال اجتماع مع مسؤولين إيرانيين بينهم الرئيس محمود احمدي نجاد في وقت متقدم ليل الاربعاء: «من جهة يهددوننا ويفرضون العقوبات، ومن جهة أخرى يريدوننا ان نعود الى طاولة المفاوضات. لا نعتبر هذا تفاوضاً». وشدد على أن إيران لا تستبعد الحوار مع الولاياتالمتحدة في ظروف مختلفة، قائلاً: «إذا توافرت هذه الشروط، مثلما أعلنت قبل سنوات إننا لم نقسم على ألا نتفاوض الى الأبد». ورأت مصادر إيرانية ان خامنئي، على رغم تصريحاته الحادة، منح الحكومة ضوءاً أخضر لفتح حوار مع الولاياتالمتحدة، وفق شروط جديدة، بعيداً من «الهيمنة والتهديد والمقاطعة»، اذ يعتقد بأن الظروف أصبحت ملائمة أكثر لذلك، بسبب افتتاح مفاعل «بوشهر» غداً، اضافة الي امتلاك طهران ما يكفي من اليورانيوم المخصب، ما يشكّل مصدر قوة للمفاوض الايراني يمنحه قدرة على المناورة. وتشير المصادر الى ان خامنئي الذي يمسك بالقرار في الملف النووي وملف العلاقات مع الولاياتالمتحدة، كان ينتظر التوقيت المناسب لإعطاء الضوء الأخضر، بعدما هدأت تداعيات الانتخابات الرئاسية الإيرانية، وفي ضوء رغبة واشنطن في حوار مع طهران في شأن أفغانستان، علي ان تُناقش كلّ هذه الملفات في إطار رزمة الاقتراحات التي قدمتها إيران الى الدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن والمانيا) عام 2008، والتي تمنح طهران دوراً في الترتيبات الاقليمية أمنياً وسياسياً. ليفي في بيروت في بيروت، أجرى مساعد وزير الخزانة الاميركي لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية ستيوارت ليفي، محادثات مع وزيرة المال اللبنانية ريا الحسن وحاكم المصرف المركزي رياض سلامة وعدد من المصرفيين، «لتوضيح آلية نظام عقوباتنا على ايران»، كما قال مصدر في السفارة الاميركية.