هددت المديرية العامة للدفاع المدني في منطقة مكةالمكرمة المتصلين المزعجين ب «فصل» الخدمة عن الهواتف المسجلة بأسمائهم كافة، وإحالتهم إلى الجهات الأمنية المختصة للتحقيق معهم، بعد أن باتت ظاهرة يقودها «مراهقون» و«عابثون» بهدف «التسلية» من خلال تقديم البلاغات الافتراضية. وكشف نائب مدير الدفاع المدني في منطقة مكةالمكرمة اللواء عبدالله الجداوي ل «الحياة» أن البلاغات الكاذبة الواردة إلى الدفاع المدني، في طريقها إلى «الإنفراج»، من خلال التضييق على «المزعجين» عبر آلية جديدة للتعامل مع البلاغات على أشكالها كافة. وأكد أن الدفاع المدني تتعامل مع البلاغات الكاذبة من خلال تسجيل آلي لرقم المتصل، ومن ثم تحديد موقعه بمساعدة شركات الاتصالات المشغلة لمعرفة هوية المتصل، مضيفاً أنه يتم عمل خطاب رسمي لإيقاف الخدمات عن الهواتف المسجلة باسمه كافة، ولن تتم إعادتها إلا بخطاب رسمي من الدفاع المدني نفسها. وقال: «إن بعض الناس لديه فضول يريد أن يشبعه وهذه حقيقة علمية مثبتة وقد درسناها، كونه يحب أن يرى فرقة إطفاء تعمل ويسمع صافراتها، إذ لديه شيء في نفسه يريد أن يشبعه لذلك يحاول بعض الناس الاتصال وعمل بلاغات كاذبة، وأحياناً يكون هناك مجموعة أفراد مجتمعين ومن ثم تأتي لأحدهم فكرة التبليغ الكاذب لغرض الترفيه والتسلية فقط». وأكد أن البلاغات الكاذبة التي تحدث في منطقة مكةالمكرمة تصل أحياناً إلى نحو 200 و 250 مكالمة خلال شهر واحد، إذ سجلت أعلاها في محافظة جدة، مضيفاً أنه يصادف بلاغاً كاذباً في وقت يكون هناك حادثة فعلية في موقع آخر بحاجة إلى مساعدة، إذ يتسبب مثل هذا الإرباك إلى تأخر وصول فرق الإطفاء إلى الموقع بحسب خطط الدفاع المدني. وأشار إلى أن مثل هذه البلاغات المزعجة دفعت «الدفاع المدني» لإبرام اتفاق رسمي مع شركات الاتصالات في المملكة بتوجيه من أمير المنطقة لكشف هوية المتصلين وتحديد مواقعهم فور تسجيل البلاغ، وذلك بهدف ضبط «البلاغات الكاذبة» ومعاقبة المتسببين فيها. وأوضح أنه في حال ضبط بلاغ افتراضي، ستتم مباشرة فصل خدمات الاتصال عن الهواتف المسجلة باسمه سواء كانت نقالة أم ثابتة، إذ يهدف من هذا الإجراء الحد من هذه الإزعاجات التي تعرقل خدمات الإطفاء والإنقاذ للمحتاجين. وزاد: «اتضح لنا أخيراً أن الناس بدأ لديهم وعي، إذ إن من له شريحة هاتف يكون مسؤولاً عما يصدر من شريحته خصوصاً أنها مسجلة باسمه وتحت مسؤوليته، لذلك بدأنا نشعر بخفض نسبة هذه البلاغات بعد أن بات معروفاً لنا هوية المتصل وموقعه، مع العلم أنه ليس من السهل أن يعيد من تم فصل هواتفه وتشغيل الخدمة من جديد إلا بموافقة رسمية من الدفاع المدني نفسه». ولفت في حديثه إلى أن الآلية الجديدة في هذا الشأن تتم إحالة «المتصل المزعج» إلى الجهات الأمنية المختصة للتحقيق معه، وإتخاذ الإجراء النظامي في حقه بحسب التعليمات والقوانين، مضيفاً أن الدفاع المدني بشكل عام تتعامل مع أي بلاغ على محمل الجد وتتحرك سريعاً إلى موقع الحادثة من دون التكهن بكونها حقيقة أم افتراضية.