فتحت الجهات المختصة أخيرا ملف التحقيق حول مجموعة من البلاغات وردت إلى غرف العمليات في المديرية العامة للدفاع المدني والمديرية العامة للمرور وهيئة الهلال الأحمر السعودية، وشكلت نسبة البلاغات الكاذبة منها 4 % من البلاغات التي وردت إليها مجتمعة. وكشف مصدر مسؤول ل «شمس» أن نسبة البلاغات الكاذبة التي سجلت في جدة عالية جدا، وذلك قبيل أحداث السيول والأمطار الأخيرة، وأضاف «الجهات التي تلقت البلاغات تعاملت معها بشكل مباشر وسريع، وتم تحريك فرق للسيطرة على الوضع، لكن الفرق كانت تكتشف كيديتها في حال مباشرتها، وتعود من حيث أتت». وأبان المصدر أن هناك مخاطبات تمت ما بين الدفاع المدني وجهات أمنية وشركات الاتصالات الثلاث على خلفية ورود بلاغات كاذبة تورط فيها مجهولون لا يزال البحث جاريا عنهم. وتمحورت البلاغات المرصودة حول حرائق واحتجازات وحوادث سير، وقد سجل عدد منها لأشخاص وردت مكالماتهم من شرائح هواتف مسجلة بأسماء آخرين، ويجري تتبعهم، بالإضافة إلى رصد مكالمات من هواتف مجهولة وأرقام أرضية تتبع لكبائن اتصالات وغيرها. وأشار المصدر إلى أن مدير الدفاع المدني بمحافظة جدة العميد عبدالله جداوي وجّه جميع العاملين في غرف العمليات بالتعامل التقني والعملي مع البلاغات الواردة والرفع إلى الجهات والأقسام المتخصصة في الدفاع المدني بأي بلاغ لا يعثر عليه في خارطة المكان المبلغ عنه، لاتخاذ الإجراء المناسب حياله. وأعلنت الجهات التي تقدم الخدمات الإسعافية أنها تتعامل مع البلاغات وفق منظومة عمل على مدار ال 24 ساعة عبر الخطوط الساخنة في غرف العمليات، في حين أن بعض البلاغات تم التعامل معها على أنها غير كاذبة بعد أن عاود المتصل الاتصال بغرف العمليات والإبلاغ عن حالة ثم زوالها أو انتهاؤها. وعلمت «شمس» أن هناك دراسات مختلفة للتعامل مع هذه البلاغات عبر تحديد عنوان وموقع المتصل، وفي ضوء وضع آلية لمنع تكرار البلاغات الكاذبة ووقفها وضبط المتورطين فيها بسرعة ومنع هروبهم وتطبيق النظام بحقهم. وأوضحت المصادر أن البلاغات الكاذبة الواردة إلى الهلال الأحمر، تمت ملاحقتها وتعد الأقل، وأكد مصدر في الهيئة أن بعض المبلغين يتصلون بشأن بلاغ معين، وبعدها يتراجعون إما لرغبتهم الشخصية في التعامل مع الحالة أو خوفا من التأخير بسبب كثافة الحركة المرورية أو ما شابه ذلك. وألمحت المصادر إلى أن البلاغات الكاذبة التي يحقق فيها جميعها من ضمن البلاغات الجادة التي توجهت لها الفرق الميدانية، وكانت مقصودة وتم استبعاد بعض البلاغات التي صدرت من أطفال أو التي تم علاجها مباشرة من قبل المسؤولين في غرفة العمليات، أو الحوادث التي أبلغ عنها وحُلت وديا في موقعها دون تدخل الجهات المسؤولة .