رجّح الرئيس الكوري الجنوبي المنتهية ولايته لي ميونغ باك أمس، أن تنفذ بيونغيانغ تجارب نووية متزامنة، سعياً إلى جني أكبر قدر ممكن من المكاسب، قبل تشديد العقوبات عليها. وقال لصحيفة «تشوسون ايلبو»: «يُحتمل أن تنفذ كوريا الشمالية تجارب نووية عدة، في موقعين أو أكثر، في شكل متزامن». وأضاف: «إذا أنتج الشمال أسلحة مصغرة يمكن استخدامها رؤوساً مثبتة على صواريخ، سيشكّل تهديداً حقيقياً». وكانت بيونغيانغ أعلنت نيتها تنفيذ تجربة نووية ثالثة، رداً على تشديد مجلس الأمن عقوباته عليها، إثر إطلاقها في كانون الأول (ديسمبر) الماضي صاروخاً باليستياً وضع قمراً اصطناعياً في المدار، ما ينتهك قرارات المجلس. ويعتقد خبراء كوريون جنوبيون بأن التجربة النووية ستُنفّذ قبل رأس السنة الصينية الذي يصادف في 10 من الشهر الجاري، أو في 16 منه في ذكرى ولادة الزعيم الكوري الشمالي الراحل كيم جونغ إيل، والد الزعيم الحالي كيم جونغ أون. في نيويورك، أعلن كيم سوك، المندوب الكوري الجنوبي لدى الأممالمتحدة، أن التجربة النووية الكورية الشمالية تبدو وشيكة»، مضيفاً: «واضح أن ثمة نشاطات محمومة في موقع التجارب النووية (في كوريا الشمالية) والجميع يراقبون». وزاد كيم الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية لمجلس الأمن هذا الشهر: «لا يمكننا أن نبقى مكتوفي الأيدي إزاء المبادرة الاستفزازية والمدمرة التي اتخذتها كوريا الشمالية. أتوقع اتخاذ تدابير قوية جداً» في المجلس، رداً على التجربة. وشدد على أن الأعضاء ال15 للمجلس «موحدون ومصممون» على الرد على التجربة التي اعتبرها «محاولة خطرة لتقويض سلطة المجلس وصدقيته». في غضون ذلك، نشرت السلطات الكورية الشمالية مقطعاً على موقع «يوتيوب»، يُظهر مدينة تشبه نيويورك تلتهمها النار، إثر ما يبدو أنه هجوم صاروخي. وحُمِّل الفيديو السبت الماضي على «يوتيوب»، من موقع «اوريمينزوكيكري» المكلف ترويج الدعاية الشيوعية للنظام في كوريا الشمالية. ويصوّر هذا المقطع في نحو 3 دقائق، حلم شاب كوري يتخيّل نفسه على صاروخ يدور حول الأرض، يشبه ذاك الذي أطلقته بيونغيانغ في كانون الأول الماضي. وتظهر دول يحلّق الصاروخ فوقها، بينها كوريا التي تبدو موحدة، ثم مدينة يكسوها علم أميركي مع ناطحات سحاب، تجتاحها قنابل ونار. ويتضمن الشريط عبارة: «يبدو أن وكر الإجرام التهمه الحريق الذي أشعله بنفسه». ويختتم المقطع مع الشاب الذي يؤكد أن «حلمه سيصبح حقيقة يوماً ما». وصعّدت بيونغيانغ تهديداتها، إذ أفادت وكالة الأنباء الرسمية الكورية الشمالية بأن الدولة الستالينية «توصلت إلى استنتاج نهائي بأنها ستكون مضطرة لاتخاذ تدبير أشد من تنفيذ تفجير نووي، للتعامل مع تحركات القوى المعادية لشنّ حرب نووية، والتي أصبحت أكثر وضوحاً».