منذ أن استهدف تنظيم «القاعدة» برج المراقبة لمطار سيئون الدولي (حضرموت شرق اليمن) في 26 حزيران (يونيو) الماضي، والمطار مُغلق على الطيران المدني، ما يضطر المسافرين لاستخدام مطار المكلّا الدولي، الذي يبعد عن المنطقة 356 كلم. وكان مطار سيئون، الذي يمثل شريان حياة لأبناء وادي حضرموت، يؤمّن رحلات داخلية ودولية يومية. ويُقال في حضرموت إن السبب الخفي لاستهدافه هو اعتقاد التنظيم بوجود أجهزة في برج المراقبة، تساعد الطائرات الأميركية من دون طيار في ملاحقة أعضائه. وينفي العاملون في المطار هذه الرواية بشكل قاطع، فيما تحركت الأجهزة المختصة لإعادة تشغيله، فأرسلت معدات حديثة لبرج المراقبة، لكن تبيّن أنها غير صالحة للتعامل مع الطيران المدني. وبالطبع كان المسافرون أكثر المتضررين من تعطيل المطار. ويوضح أحمد أن عليهم الآن إضاعة أكثر من ست ساعات في طريق الوصول إلى مطار المُكلّا، ناهيك عن ساعات الانتظار التي يقضونها هناك. ويضيف أحمد: «يجب على الخطوط اليمنية توفير حافلات مريحة لنقل المسافرين إلى عاصمة المحافظة، فنحن كمسافرين ليس لنا ذنب في ما حدث ويحدث. أزمة الوقود في البلاد تجبرنا على دفع أسعار باهظة لأصحاب الحافلات، فضلاً عن الأوضاع الأمنية المخيفة على الطرق». ويقول محمد صالح، العامل في المطار، إن السلطات المركزية «تريد قبل إعادة تجهيز برج المراقبة، توفير حماية أمنية كافية لموظفي الخطوط اليمنية، وكل الجهات العاملة بالمطار، كي لا تتكرر المشكلة»، موضحاً أن «العناية الإلهية تدخلت في هجوم القاعدة، ولم تقع إصابات في الأرواح». ويرى ضابط الجوازات سالم صالح، أن «السلطات المركزية تتعامل للأسف مع الموضوع ببرود، متذرّعة بوجود مطارين دوليين في محافظة حضرموت». ويضيف: «يغيب عن تلك السلطات أن مساحة حضرموت توازي ثلث مساحة اليمن، وتحتاج إلى ثلاثة مطارات وليس اثنين، فضلاً أن المسافة من وادي حضرموت إلى عاصمة المحافظة تفوق المسافة بين محافظات يمنية أخرى مجتمعة».