كانت عودة نيجيريا التي غابت عن النسخة السابقة في الغابون وغينيا الإستوائية، مدوية في نهائيات أمم أفريقيا 2013 لكرة القدم ببلوغها نصف النهائي، وهي عادة قديمة بالنسبة إلى هذا الكبير في عالم كرة القدم الأفريقية، الذي وصل إلى جنوب أفريقيا بمنتخب لا يملك من الخبرة إلا القليل. وبلغ منتخب «النسور الكاسرة» المتوج باللقب عامي 1980 و1994، دور الأربعة للمرة ال14 في 17 مشاركة، وهذا يكفي لتحديد موقعه على رقعة الشطرنج القارية، لكن هذا العام، لم يجرؤ أحد على أن يراهن على هذا المنتخب الذي حط الرحال في جنوب أفريقيا وهو خالٍ من الأسماء الرنانة، باستثناء لاعب وسط تشلسي الإنكليزي جوزيف أوبي ميكل والقائد المسن جوزيف يوبو (32 عاماً). لكن خلطة المدرب ستيفن كيشي بين بعض الكبار والمحترفين الجدد، آتت أكلها وأظهرت فاعلية كبيرة. ومن بين الجيل الصاعد هناك، مهاجم سبارتاك موسكو هداف البطولة حتى الآن برصيد 3 أهداف إيمانويل إيمينيكي (25 عاماً)، ولاعب وسط تشلسي فيكتور موزس (22 عاماً) أو صنداي مبا (24 عاماً)، صاحب الهدف الذي أقصى ساحل العاج من ربع النهائي (2-1) ومنح بلاده بطاقة التأهل إلى نصف النهائي ومواجهة ومالي الأربعاء في دوربان. وإلى التنظيم الذي زرعه كيشي داخل المجموعة، تضاف القوة البدنية التي يتسم بها منتخبه وهي ماركة مسجلة باسم «النسور الكاسرة»، ووضعت المصادفة كيشي في مواجهة مالي التي يعرفها جيداً، كونه أشرف على منتخبها في أمم أفريقيا 2010، ولم ينسَ إقالته بعد الخروج من الدور الأول، ويدرك بلا شك الطريقة التي سيثأر بها لنفسه وينهي مشوار مالي.