نتيجة للاشتباكات الدائرة داخل الاراضي السورية في محاذاة الحدود مع لبنان، وصلت أمس رشقات نارية من «رشاشات» ثقيلة إلى الضفة اللبنانية لمجرى النهر الكبير، وتحديداً الى خراج بلدتي النورا وحكر جانين وأطراف العبودية من دون تسجيل اصابات او أضرار. وفي اطار متابعة اوضاع النازحين السوريين الى لبنان، زارت امس السفيرة الأميركية مورا كونيللي مركز التسجيل في المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في بيروت، والتقت ممثلة المفوضية نينت كيلي وعائلات سورية نازحة. وأفاد بيان صادر عن السفارة بأن كونيللي «أكدت إعلان الرئيس باراك أوباما الأخير عن تقديم 155 مليون دولار إضافية من المساعدات الإنسانية لدعم الذين تأثروا من الأزمة في سورية، بما فيها نحو 29 مليون دولار إضافية للبنان، ما يرفع مجموع مساهمة الولاياتالمتحدة منذ بداية النزاع في سورية إلى 365 مليون دولار، منها 51 مليون دولار تدعم جهود المساعدات الإنسانية للاجئين السوريين والفلسطينيين في لبنان. وتبقى الولاياتالمتحدة ملتزمة دعم جهود لبنان جنباً إلى جنب مع وكالات الأممالمتحدة والمنظمات غير الحكومية الشريكة لتوفير الحماية والمساعدة للفارين». وأثنت كونيللي «على الحكومة اللبنانية وعلى كرم الشعب اللبناني لاستضافة ودعم نحو 230 الف لاجئ سوري فروا من العنف الوحشي الذي يمارسه نظام الأسد». وشددت على «التزام بلادها المستمر دعم المجتمعات اللبنانية التي بحاجة للتنمية، خصوصاً تلك التي تقوم باستضافة اللاجئين السوريين»، مجددة «التزام الولاياتالمتحدة لبنان مستقراً وسيداً ومستقلاً». وأصدرت السفارة الأميركية بياناً أوضحت فيه ان واشنطن «تدعم مروحة واسعة من برامج المساعدات الإنسانية في لبنان لتقديم الدعم لإيجارات البيوت والمستلزمات المنزلية الأساسية وقسائم الغذاء، إضافة الى استشارات الرعاية الصحية الأولية والرعاية الطبية في حالات الطوارئ والخدمات النفسية والاجتماعية لضحايا العنف المبني على نوع الجنس وضحايا الصدمات النفسية الناتجة من النجاة من العنف المروع داخل سورية. كما تدعم عمل المفوضية السامية للامم المتحدة لشؤون اللاجئين من حيث تقديم المساعدات الإنسانية الأساسية بما في ذلك الخدمات الطبية والحاجات مثل الغذاء والمياه النظيفة والملابس الدافئة والبطانيات والمأوى بما في ذلك المجتمعات المحلية في البقاع والشمال الجنوب وجبل لبنان. ومع تزايد الوافدين من سورية، يصبح تحسين نوعية وكمية الملاجئ المتاحة أولوية بالتنسيق مع الحكومة اللبنانية». وأشار البيان الى أن الولاياتالمتحدة «تدعم أيضاً المساعدات المهمة التي توفرها وكالة «أونروا» للاجئين الفلسطينيين الذين فروا من سورية بما في ذلك المساعدات النقدية العينية والمواد المنزلية الأساسية والرعاية الصحية الأولية والطارئة، فضلاً عن التعليم». وتابع البيان أن الولاياتالمتحدة «تستمر في دعم المجتمعات اللبنانية والاستثمار في الشعب اللبناني، بما في ذلك المجتمعات التي تحتاج الى تنمية من الذين فتحوا بيوتهم بسخاء للاجئين السوريين الفارين. كما تدعم من خلال الوكالة الاميركية للتنمية الدولية (USAID) نمو الاقتصاد اللبناني من خلال برامج تصل قيمتها الى 75 مليون دولار في الزراعة والتنمية وتمويل المشاريع الصغيرة». بلامبلي في عين الحلوة في السياق، زار الممثل الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة في لبنان ديريك بلامبلي مخيم عين الحلوة للاجئين ترافقه المديرة العامة لوكالة «أونروا» في لبنان آن ديسمور، واطلع على أوضاع المخيم ومعاناة سكانه، إضافة إلى أوضاع النازحين الفلسطينيين من سورية. والتقى بلامبلي عدداً من اللاجئين والنازحين، وقال: «إن محنة اللاجئين الآتين من سورية أمر محزن». وأضاف: «تقوم الأونروا بالمساعدة ضمن الإمكانات المتاحة»، معلناً «إدراج حاجات اللاجئين النازحين في النداءات التي نوقشت بالأمس في المؤتمر الدولي للمانحين في الكويت. هناك حاجة واضحة وملحة للمزيد من الدعم». كما التقى بلامبلي ممثلي الفصائل والقوى الفلسطينية، وبحث مع ممثلين عن هيئات مدنية فلسطينية الجهود الرامية إلى تحسين أوضاع المخيم. ونقل ممثلو الفصائل الى بلامبلي معاناة اللاجئين والنازحين الفلسطينيين وأوضاع المخيمات الصعبة أصلاً. وأكدت ديسمور أن «الأهم هو الملف الصحي والإيواء، ووصلتنا هبات وسنستخدمها في تأمين الدواء والعلاج وأقوم بالاتصالات مع السلطات اللبنانية لمعالجة مشاكل الدخول والخروج ومع المدير العام للأمن العام للوقوف على أية مشكلة».