انكمش الاقتصاد الأميركي على غير المتوقع في الربع الأخير من العام الماضي وذلك للمرة الأولى منذ الركود الذي شهده بين عامي 2007 و2009 إذ قلصت الشركات جهودها لإعادة تكوين مخزوناتها وتراجع الإنفاق الحكومي. وأفادت وزارة التجارة الأميركية أمس بأن الناتج المحلي الإجمالي تراجع بمعدل سنوي 0.1 في المئة بعد نموه بمعدل 3.1 في المئة في الربع الثالث. وهذا أسوأ أداء منذ الربع الثاني من عام 2009 حين انتهت فترة الركود ويشير إلى أن الاقتصاد بدأ العام الجديد من دون قوة دافعة. ومن شأن الانكماش الذي جاء على خلفية تشديد السياسة النقدية أن يثير المخاوف من ركود جديد ويؤكد الحاجة الملحة إلى تعامل واضعي السياسات مع مشاكل الموازنة. وكان اقتصاديون استطلعت وكالة «رويترز» آراءهم قد توقعوا أن يرتفع الناتج بمعدل 1.1 في المئة. ولم يتوقع أي من المحللين انكماشاً. غير أن انتعاش انفاق المستهلكين وتحسن استثمارات الشركات حد من تراجع الناتج وأعطى أملاً في الانتعاش الذي سيكون محل اختبار قاس مع اتخاذ واشنطن لإجراءات تقشف. ونشرت البيانات في وقت يختتم فيه مسؤولون في مجلس الاحتياط الفيديرالي اجتماعات تستمر يومين. ومرجح أن يقدم تقريرهم ذخيرة جديدة لمسؤولين في البنك المركزي الأميركي للابقاء على السياسة النقدية الميسرة للغاية. ويقول اقتصاديون إن معدل نمو يزيد على ثلاثة في المئة سيكون مطلوباً على مدى فترة زمنية متواصلة من أجل خفض البطالة بشكل ملحوظ. وواجه الاقتصاد صعوبات ليبقي على معدل نمو يزيد على اثنين في المئة. وعام 2012 بكامله نما الاقتصاد بمعدل 2.2 في المئة. وتضرر الاقتصاد من عاصفة اجتاحت البلاد في أواخر تشرين الأول (أكتوبر) الماضي تسببت في أضرار ضخمة على الساحل الشرقي ومن المتوقع أن تكون قد خفضت الناتج بنحو نصف نقطة مئوية على أساس فصلي. الوظائف والمنازل وأظهر تقرير التوظيف الوطني لشركة «ايه دي بي» أمس أن القطاع الخاص الأميركي أضاف 192 ألف وظيفة في كانون الثاني (يناير) وهو مستوى أعلى مما توقعه الاقتصاديون في علامة على نمو سوق العمل الأميركية. وكان الاقتصاديون توقعوا في مسح أجرته «رويترز» أن يظهر التقرير زيادة 165 ألف وظيفة. وجرى تعديل أرقام وظائف القطاع الخاص في كانون الأول (ديسمبر) لتظهر زيادة بمقدار 185 ألف وظيفة انخفاضاً من 215 ألفاً قبل التعديل. وارتفعت أسعار المساكن في الولاياتالمتحدة في تشرين الثاني (نوفمبر) مسجلة أفضل مكاسبها السنوية منذ بدأت أزمة الإسكان، ما يضيف دلالة أخرى على أن القطاع يتعافى. غير أن بيانات أخرى أشارت إلى تراجع ثقة المستهلكين إلى أدنى مستوياتها في أكثر من سنة مع زيادة تشاؤم الأميركيين في شأن التوقعات الاقتصادية. وزاد مؤشر «ستاندرد آند بورز - كيس شيلر» المجمع لعشرين منطقة حضرية، 0.6 في المئة في تشرين الثاني على أساسٍ معدَّلٍ موسمياً، متفِقاً مع توقعات الخبراء. «كرايسلر» وأعلنت شركة «كرايسلر» الأميركية، تضاعف صافي أرباحها ثماني مرات في 2012 عن العام الذي سبقه لتبلغ 1.7 بليون دولار. وأفادت الشركة في بيان بأن الربح الصافي للشركة في العام 2012 بلغ 1.7 بليون دولار وهو 8 أضعاف ربحها في 2011 حين بلغ 183 مليون دولار. وبلغت العائدات الصافية ل «كرايسلر» التي تستحوذ عليها شركة «فيات» الإيطالية، لعام 2012، 65.8 بليون دولار في ارتفاع بنسبة 20 في المئة عن 55 بليون دولار في 2011. وارتفعت عائدات الفصل الرابع من العام الماضي بنسبة 13 في المئة لتبلغ 17.2 بليون دولار. وبلغت الأرباح التشغيلية للشركة 2.9 بليون دولار في 2012 في ارتفاع بنسبة 47 في المئة عن العام السابق، وفي الفصل الرابع بلغت 711 مليون دولار في ارتفاع بنسبة 40 في المئة على أساس سنوي. وبلغت المبيعات العالمية للشركة 2.2 مليون سيارة في 2010 في ارتفاع بنسبة 18 في المئة عن العام السابق.