لا صوت يعلو على صوت مباراة الهلال والنصر التي تقام مساء اليوم على إستاد الملك فهد الدولي بالرياض ضمن منافسات الجولة ال18 من دوري زين السعودي، فالجماهير عامة ومحبي الفريقين بخاصة اعتادوا على الإثارة والندية عندما يلتقي الغريمين التقليديين. معترك كروي مختلف تماماً، ذو طقوس خاصة واعتبارات أخرى لا يعرفها سوى أنصار الفريقين، إلى جانب التحضيرات المختلفة على الصعيدين الإداري والفني، إذ تحرص كلا الإدارتين على الإعداد النفسي ورصد المكافآت غير المعلنة في غالب الأحيان، والحضور الشرفي يزداد في الحصة التدريبية الأخيرة، كما أن المدربين يبعدون العناصر المهمة في المباريات التي تسبق «الدربي» خشية تعرضهم للإيقاف أو الإصابة. الهلال يعيش أوضاعاً صعبة جداً على المستوى الفني، فالهوية الفنية غائبة تماماً، والروح المعنوية مفقودة منذ تولي المدرب الفرنسي كومبواريه المهمات التدريبية، وباتت الخطوط الزرقاء تلعب بعشوائية مطلقة، وحتى نجوم الفريق لم يعودوا قادرين على النهوض بفريقهم، في ظل الخطط الغريبة للمدرب الفرنسي، إذ يزج بسلمان الفرج كوسط أيمن وهو لا يجيد اللعب بقدمه اليمنى، كما يجيدها باليسرى، وفي المقابل يبدد مجهودات سالم الدوسري بالاعتماد عليه في الوسط الأيسر، والأغرب من ذلك عندما يستعين بمحمد نامي في منتصف الميدان، كما أنه لم يحرك ساكناً تجاه الكوارث الدفاعية التي تتكرر في كل مباراة. على رغم أن الفريق يملك 39 نقطة في مركز الثاني، إلا أن جماهيره ترى أن اللاعبين بمستوياتهم الحالية إضافة إلى اختراعات كومبواريه من مباراة إلى أخرى، لا تعطي الفريق أحقية مواصلة مشوار المنافسة على الصدارة، بل ولا الاحتفاظ بمقعد الوصافة. وعلى الطرف الآخر، يبدو الأمر مختلف تماماً، فالفريق الأصفر يعيش أفضل أحواله الفنية في الأعوام الخمسة الأخيرة، بفضل قدرات مدربه الأوروغوياني كارينيو، الذي نجح في إعادة هيبة الخطوط كافة، وصنع فريق لا يقبل الخسارة بسهولة تحت أي ظرف، ما جعل الفريق يحصد العديد من النقاط في الفترة الأخيرة، حتى بلغ المركز الرابع ب31 نقطة. متى ما واصل لاعبو النصر المستويات ذاتها في المباريات السابقة، فلن يجدوا صعوبة في ملامسة شباك خصمهم أكثر من مرة، ويمتاز الفريق الأصفر بترابط وتجانس خطوطه، إلى جانب وجود أكثر من لاعب قادر على التسجيل بوجود المهاجمين الإكوادوري أيوفي ومحمد السهلاوي، إضافة إلى المشاركة الدائمة من المصري حسني عبدربه والبرازيلي باستوس وكلاهما يجيدان الوصول إلى الشباك من مسافات بعيدة. كلا الفريقين يعاني من الغيابات، فالنصر يفتقد خدمات مدافعه محمد عيد وكذلك خالد زيلعي بسبب الإيقاف، وفي المقابل يخسر الهلال نواف العابد وعبدالعزيز الدوسري والغنام ويحيى المسلم للإصابة، وإن كان الغياب الأكبر الذي يؤرق الهلاليين هو غياب فكر مدربهم كومبواريه. من جانبه، أكد مدرب النصر الأوروغوياني كارينيو صعوبة مباراة فريقه أمام الهلال، لافتاً إلى أن الفريق الأزرق يحسد على وجود عدد كبير من اللاعبين المميزين في صفوفه، جاء ذلك في المؤتمر الصحافي الذي عقده أمس، وقال: «سنواجه فريقاً كبيراً، تابعت جميع مباريات الهلال منذ انطلاقة الدوري، خصوصاً المواجهة الأخيرة أمام الاتفاق، وهو يحسد حقيقة على العدد الكبير من النقاط التي يمتلكها إضافة إلى النجوم المميزين، وندرك أننا أمام مباراة كبيرة سيكون فيها الحضور الجماهيري كثيفاً، وحاولنا في الفترة الأخيرة تجهيز اللاعبين نفسياً وبدنياً». وامتدح كارينيو خبرة اللاعب البحريني محمد حسين الذي وصفه بأنه لاعب قيادي: «على رغم انضمام محمد حسين المتأخر، إلا أنه قادر على تقديم المستوى المأمول بفضل خبرته الكبيرة، كما أن اللاعب حسن الراهب سيكون إضافة قوية للخطوط الصفراء». إلى ذلك، أكد اللاعب الشاب عبدالعزيز الذيابي جاهزيتهم للمباراة: «شرح لنا المدرب خلال فترة الاستعداد في الأيام الماضية طريقة اللعب التي ينوي تطبيقها، وأتمنى التوفيق من الله ثم وقفة الجمهور». من جهة أخرى، اعتبر مدرب الهلال الفرنسي كومبواريه اللقاء ثأرياً بالنسبة إلى النصراويين، مشدداً على أهمية اللقاء الذي وصفه بالصعب للفريقين، رافضاً وصف أداء فريقه بالمتراجع: «حصيلة المباراة ثلاث نقاط فقط، ونسعى للفوز وإسعاد الجماهير الهلالية والإدارة، وهي مباراة ثأرية بالنسبة إلى النصراويين بعد خسارة الدور الأول». وتطرق المدرب الهلالي إلى المطالبات الجماهيرية بالزج باللاعب محمد الشلهوب: «أحب هذا اللاعب كثيراً، وهو قائد للفريق مع ياسر القحطاني، لكن عمل المدرب هو اختيار اللاعبين المناسبين، إذ أقوم باختيار تشكيلة كل مباراة بناء على التدريبات التي تسبقها». وشدد على أنه ناقش المدافعين حول الأخطاء المتكررة وقال: «لا يمكن أن يكون هناك لاعب كرة قدم بلا أخطاء، ولكن الأهم أن يتعلم منها اللاعب».