أعلن نائب رئيس الوزراء العراقي لشؤون الطاقة حسين الشهرستاني أمس، أن إقليم كردستان لا يزال يصدر نفطه بوسائل غير قانونية إلى تركيا، وإيراداته مجهولة المصير. وقال في مؤتمر صحافي في بغداد: «وزارة النفط... قدمت طلباً لمجلس الوزراء لمناقشة هذا الموضوع وسيطرح في الوقت المناسب». وأضاف: «أموال النفط الذي يصدره الإقليم لا تودع لدى الحكومة العراقية ولا في موازنة إقليم كردستان ولا يعرض على مجلس النواب في الإقليم، (ويجري التعامل معها) خلافاً للقانون». وتوصل الجانبان إلى اتفاق في أيلول (سبتمبر) الماضي ينص على أن يصدر الإقليم 140 ألف برميل يومياً حتى نهاية الشهر، على أن ترتفع الكمية إلى 200 ألف في الفترة المتبقية من السنة، في مقابل أن تدفع الحكومة المركزية ألف بليون دينار عراقي (نحو 833 مليون دولار) للإقليم. لكن الشهرستاني قال في هذا الصدد إن «بغداد أطلقت 650 بليون دينار (550 مليون دولار) لكنها لم تتسلم النفط لا في أيلول ولا في الأشهر المتبقية، بل على العكس أوقف الإقليم التجهيز قبل نهاية العام بشكل كامل». ووصف نائب رئيس الوزراء هذا الأمر بأنه «عدم التزام بالاتفاق الذي ينص على أن الخلل بأي فقرة من فقراته يلغي الاتفاق». وتابع: «لذا نبهت الحكومة وزارة النفط إلى ضرورة تسلم كامل النفط المستخرج لكي تصدره بالأسعار العالمية وتودع إيراداته لدى وزارة المال وتوزع من الموازنة الاتحادية». لكن سلطات إقليم كردستان أعلنت في 26 كانون الأول أن صادرات الإقليم من النفط تراجعت بشكل حاد في الفترة الأخيرة بسبب استمرار الخلاف المالي مع الحكومة المركزية في بغداد. وقال الناطق باسم الحكومة المحلية سفين دزئي في تصريح لوكالة فرانس برس: «الشركات العاملة في الإقليم هي التي أوقفت التصدير لأن الحكومة لا تدفع مستحقاتها البالغة 350 بليون دينار». في سياق متصل، أعلن رئيس «شركة نفط الجنوب» العراقية، ضياء جعفر، أن مجموعة بقيادة شركة «إيني» الإيطالية بلغ مرحلة نهائية من محادثات مع العراق لخفض الإنتاج المستهدف لحقل الزبير، إلى مليون برميل يومياً من 1.2 مليون وهي خطوة يمكن أن تؤدي إلى خفض أهداف الإنتاج. وأضاف «العراق يقترب أيضاً من اتفاق نهائي مع رويال داتش شل لخفض هدف الإنتاج النهائي لحقل مجنون إلى 1.2 مليون برميل يومياً من 1.8 مليون برميل». وتابع أن صادرات بلاده من حقول الجنوب تبلغ 2.084 مليون برميل يومياً مقارنة ب2.02 مليون برميل في الشهر الماضي». كما أكد التوصل إلى اتفاق مبدئي بين العراق و «شل» على خفض إنتاج حقل مجنون إلى نحو 1.2 مليون برميل يومياً من 1.8 مليون. الأسعار في الأسواق، استقر خام «برنت» فوق 113 دولاراً للبرميل أمس مع ترقب متعاملين بيانات تقيس قوة الاقتصاد في الولاياتالمتحدة. وتعززت المعنويات بعد أن عزز بيانات إنفاق الشركات الأميركية الاعتقاد بأن التعافي بدأ يتحول واقعاً. وتحسنت المعنويات الإيجابية إثر استطلاع أظهر أن معنويات المستهلكين الألمان ارتفعت للمرة الأولى في أربعة أشهر. ونزل مزيج «برنت» الخام 4 سنتات إلى 113.44 دولار للبرميل في حين زاد الخام الأميركي 19 سنتاً إلى 96.63 دولار. وقال كبير محللي السلع في «أس إي بي» في أوسلو، بيارن شيلدروب: «أنباء النمو والتعافي في الولاياتالمتحدة وأوروبا إيجابية صباح اليوم، ولم نر تأثيراً على سوق الخام إلى الآن. المعنويات والتحليل الفني يشيران إلى الصعود بشكل واضح». وتترقب الأسواق نتيجة اجتماع لجنة السياسة النقدية لمجلس الاحتياط الفيديرالي (البنك المركزي) الأميركي الذي يستمر يومين، والتقديرات الأولية لإجمالي الناتج المحلي في الربع الأخير من عام 2012 والتي تصدر اليوم. ويقول مدير صندوق للسلع في «إستماكس إنفستمنتس»، تيتسو ايموري في طوكيو «الأسواق تترقب مؤشرات من اجتماع لجنة السوق المفتوحة وبيانات الأجور التي تصدر الجمعة المقبل... لا أعتقد أن ثمة أخطاراً كبيرة... أعتقد أن البيانات الاقتصادية التي تخرج من الولاياتالمتحدة تحسنت، لذا لا أرى أية عوامل سلبية في السوق».