كشف طلبة عرب أكملوا دراستهم الثانوية في السعودية ودول خليجية أخرى، أن جامعات بلدانهم رفضت الاعتراف بشهاداتهم، معبرين عن استيائهم من ذلك. فيما أكدت سفارات عربية ل «الحياة، وجود نظام «معادلة الشهادات» يتم التعامل به في مثل هذه الحالات، لافتة إلى أن «عدم القبول ربما يكون لأسباب تتعلق بالتخصص المطلوب». وذكر طلبة ينتمون إلى الجنسيتين الأردنيةواللبنانية، أكملوا دراستهم الثانوية في السعودية والبحرين، أن جامعات في بلدانهم رفضت قبولهم، على رغم ارتفاع معدلاتهم، إذ حصل بعضهم على 97 في المئة. ووصف أحدهم ما حدث ب «الاستخفاف بالطلبة والشهادات التي يحملونها أو أنه نوع من الاستغلال للطالب المغترب، ليلتحق بجامعات أهلية»، مضيفاً: «أصبحت دراستنا في السعودية إهداراً للوقت ليس أكثر، وكان الأمر يتعلق بخصم درجات من المعدل». بدوره، قال عضو هيئة التدريس في جامعة الملك سعود الدكتور حطاب حمزة: «لابد من متابعة عدم قبول الطلبة المغتربين في جامعات بلدانهم لكون شهادات الثانوية العامة مصدرها الخليج، ومعرفة الأسباب من خلال مخاطبة الجهات الرسمية. وربما يكون السبب يتعلق بنظام التعليم وأسس القبول والتسجيل هناك»، مضيفاً: «لا يمكن الجزم بأن الشهادة لا تتوافر بها معايير الجودة، أو أن الهدف من هذه الخطوة التقليل من شأن التعليم في بلادنا، وربما سياسة الدول تتطلب ذلك، كي تضع التعليم مورداً لها، من خلال الإفادة من الطلبة المغتربين، فيصبح التعليم مشغلاً رئيساً للاستثمارات في تلك الدول، لاسيما إن كان دخلها بسيطاً مثل: الأردنولبنان ومصر وغيرها». من جانبها، أكدت عضو هيئة التدريس في جامعة الملك عبدالعزيز الدكتورة نوران عبد الهادي، أن «عدم قبول الطلبة المقيمين الدارسين بالسعودية في جامعات بلادهم، يتسبب في مشكلة كبيرة بالنسبة للطلبة أنفسهم، ويتسبب في نوع من الإرباك في حال كان السبب أن الشهادة خليجية المصدر»، مضيفة: «إن هذا يمكن أن يؤدي لمشكلات لاحقة، وأعتقد أن لكل بلد رؤية معينة، ونظام يتبعه في القبول»، لافتة إلى أنه «في السابق كان يتبع نظام خصم عشر درجات من المعدل، ولا أتوقع أن الأمر وصل لحد رفض الشهادة، والمشكلة تكمن بين هذه الفئة من الطلبة وبلادهم، بعيداً عن الاستخفاف بالتعليم في السعودية». وفي المقابل، أقرّ محمد بني يونس، وهو مدير قسم القبول والتسجيل في جامعة أردنية، ل «الحياة»، بحدوث «تغيير في نظام معادلة الشهادات الخليجية، فقبل نحو عامين كان النظام المتبع خصم عشر درجات من معدل الطالب. والآن يوجد توجّه جديد لعدم قبولهم كلياً، إلا إذا كان المعدل 100 في المئة، ليس لأن الشهادة خليجية وإنما لا يمكن لطالب مغترب منافسة الطالب الذي درس في الأردن أو لبنان أو أية دولة»، مؤكداً أن الخطوة «لا تتعلق بعدم الثقة في الشهادات الخليجية، كما أشاع بعض الطلبة، وإنما لأسباب تتعلق بالمنافسة بين الطالب المغترب والمقيم في بلده». وذكر مصدر في السفارة الأردنية في البحرين ل «الحياة»، أنه «لم تصدر تعليمات جديدة بشأن إلغاء الاعتراف بشهادة الثانوية العامة الصادرة من دول الخليج»، لافتاً إلى أن «قبول الطلبة أمر يتعلق بنظام التعليم في الأردن»، رافضاً التقليل من شأن الشهادات الخليجية. وقال: «لا يمكن التقليل من جودة التعليم في السعودية أو أية دولة أخرى، والقبول يتعلق بنظام الجامعات نفسها وطاقتها الاستيعابية». فيما تواصلت «الحياة» مع السفارة الأردنية في الرياض، إلا أنها لم تحصل على توضيح لاستفساراتها.