لم يكن انفجار السلمية هو العمل الأول الذي تقوم به جهات تابعة للنظام السوري، فلقد سبقه خطف مجهولين أحد الشبيحة راجت على أثره إشاعة تتهم الجيش الحر والمعارضة بارتكاب الخطف. بعد أيام قليلة وبطريق الصدفة تبيّن أن من قام بالخطف هم الشبيحة أنفسهم وكانت الغاية اتهام الجيش الحر وتحويل الموضوع إلى فتنة طائفية. الصورة التي تناقلتها قنوات عدة نقلاً عن التلفزيون السوري عن تفجير السلمية حيث يظهر أوتوستراد بمسارين وسيارة تتحرك ثم تنفجر، لا علاقة لها بتفجير السلمية، فالطرق المؤدية إلى المنطقة التي حدث فيها التفجير مقطوعة، ولأن التفجير حدث داخل مركز يجتمع فيه الشبيحة وكان المقصود به زعيمهم العقيد (ع ع)، فان الأمر جرى ضمن سياق صراع دائر هناك منذ شهور بين (المخابرات الجوية) وبين هذا الزعيم المحلي للشبيحة. القصة بدأت قبل شهور عندما عمدت مجموعة من التابعين للمخابرات الجوية إلى خطف أربع نساء في السلمية من الطائفة الإسماعيلية، وقيل يومها أنه تمّ وضعهن في فندق في المنطقة، الأمر الذي دفع العقيد (ع ع) إلى اقتحام الفندق والتفتيش عن النساء الأربع، لكن الأمر لم يعجب الشبيحة فما كان منهم إلا أن هدّدوا العقيد بالرد بالطريقة التي يرونها مناسبة. مضت على ذلك التهديد ثلاثة أو أربعة أشهر، ثم كان تفجير سيارة مفخخة من نوع «كيا» دخلت إلى مبنى شعبة الحزب في السلمية، وتوقفت هناك حتى تمّ تفجيرها. بعد تشييع الضحايا اعتقلت أجهزة الأمن في السلمية عدداً من النازحين إلى السلمية عرف منهم أحد الشبان من الرستن، وضرب طوق أمني حول المدينة وتمّ التدقيق بالهويات، للإيحاء بأن منفّذي العملية هم من «الغرباء» عن المدينة. يدحض تفجير السلمية في خلفياته المذكورة مزاعم النظام بأن تنظيم «القاعدة» هو من قام بالتفجير الأمر الذي بنى عليه النظام الرسالة التي وجهها إلى الأممالمتحدة، واشتكى فيها من تفجير إرهابي طاول مستشفى مدنياً في السلمية راح ضحيته حتى الآن 53 قتيلاً إضافة لعشرات الجرحى والمفقودين. كما يشير إلى مرحلة جديدة من تحلّل البنية الأمنية للنظام، عبر الصراع الداخلي بين زعاماتها الذي يودي غالباً إلى الموت أو الفرار أو السجن.