تجري اشتباكات بشكل دائم بين كتائب الجيش الحر وعناصر الميلشيات التي سلحها النظام من أبناء الطائفة العلوية التي تسير دورياتها في محيط مناطقهم، وتعيش منطقة تلكلخ الواقعة إلى الغرب من مدينة حمص حالة حرب أهلية طائفية بعد أن سلح النظام القرى العلوية التي تقع على جانبي الطريق الدولي الواصل بين حمص وطرطوس، وقال الناطق باسم المجلس العسكري في مدينة تلكلخ أبوالزين ل»الشرق»: إن العقيد سهيل الحسن وهو من مخابرات القوى الجوية ومكلف بمهام تأمين الطريق بين حمص وطرطوس، يقوم بتفتيش جميع السيارات العابرة بالاتجاهين، ويعتقل أي شخص من الطائفة السنية ويسلمه للشبيحة من القرى المجاورة، وأكد إن حوادث عدة وقعت كان آخرها اعتقال المواطنين شادي محمد قاسم وهو سائق سيارة أجرة، ومعه أيمن الخلف موظف حكومي، وهما من بلدة الزارة (تقع قرب تلكلخ) من قبل المخابرات الجوية على حاجز جسر الزارة وتم تسليمهما إلى الشبيحة وعثر أمس الأول على جثتيهما في صندوق سيارتهما بالقرب من جسر المنطار إلى الجنوب من مدينة طرطوس، وأوضح الناطق أن النظام سلح القرى العلوية بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة، ومنها رشاشات الدوشكا ورشاشات ال 14.5 ومدفع من عيار23 وكلها محملة على سيارات «البيك آب» التي تم تصفيحها. وعن الوضع في المنطقة قال أبوالزين: إن المنطقة أصبحت مقسمة طائفيا بكل معنى الكلمة وإن أي شخص يقبض عليه من كلا الطرفين يقتل بذنب طائفته. وحذر من خروج الوضع عن السيطرة خاصة أن الجيش الحر لا يملك الإمكانيات لردع أعمال انتقامية ضد علويين عزل، وأشار إلى ارتكاب الشبيحة وكتائب الأسد المجازر وخاصة ماوقع في بلدة الحصن المجاورة، حيث دكها النظام بالمدفعية الثقيلة والطيران وهجّر جميع سكانها البالغ عددهم حوالي 22 ألف نسمة إضافة لعدد كبير من النازحين من مدن وبلدات أخرى، وأشار الناطق إلى أن النظام يحاول جر المسيحيين للصراع عبر تجنيد الشبيحة من بعض القرى المسيحية في منطقة وادي النصارى، وأفاد أنه يوجد مربضان للمدفعية الثقيلة يقصفان البلدات والمدن السنية باستمرار، واحد يقع إلى الغرب من تلكلخ وهو مربض «مصيدة» ويقوده العقيد غالب الجوري، ومربض إلى الشرق ويتمركز قرب قرية «حديدة» يقوده نقيب يدعى ياسر.وأكد أبوالزين أن نظام الأسد حقق ما أراده في تحويل الثورة الشعبية ضده إلى حرب أهلية طائفية، ولا يهمه الدماء التي تسيل من الطرفين فكلهم من الفقراء أو من الذين أفقروا، وأضاف أن الأسد ومن خلال الدعم الذي يتلقاه من طهران وموسكو قد يستطيع أن يدير هذه الحرب لسنوات كما فعل والده في لبنان، وتمنى أبوالزين ألا يتسع نطاق الحرب الأهلية وألا يتحقق ما يسعى له الأسد، إلا أنه ربط ذلك بمساعدة الجيش الحر وتمكينه من إسقاط النظام بأسرع ما يمكن وفرض سيطرته على سوريا بشكل كامل.واعتبر أن ما يجري في منطقتهم، هو المشهد الأول لما ستكون عليه سوريا كاملة بعد أسابيع أو أشهر قليلة. عائلة محمد الشيخ أربعة أطفال ووالدتهم من بلدة المعضمية قضوا بالقصف أول أمس (الشرق)