توجّه اتهامات إلى الأطعمة المُشبّعة بالدهون، باعتبارها مسؤولة عن الإصابة بأمراض، في مقدمها سرطان القولون الذي تساهم الوراثة فيه بنحو 25 في المئة. وعلى رغم خطورة سرطان القولون الذي يعتبر السبب الثاني في وفيات السرطان عالمياً، إلا أنه يستجيب للعلاج حتى عند اكتشافه في مراحل متأخرة. وأخيراً احتضنت مدينة الإسكندرية مؤتمراً طبيّاً عن سرطان القولون حمل اسم «صن» SUN. وأقر المؤتمر منحىً جديداً في علاج هذا السرطان يتمثّل في استعمال العلاج الكيماوي في المراحل المُبكّرة منه، مع ملاحظة أن البروتوكول الطبي الثابت لا يعتمد الكيماوي في علاج المرحلتين الأوليين. وفي هذا السياق، أوضح الدكتور ياسر القرم، أستاذ علاج الأورام في كلية الطب في جامعة الإسكندرية، أن المؤتمر عقد للعام الثاني بفضل التعاون بين جامعتي «جورج واشنطن» و «توليدو» الأميركيتين و«الجمعية الطبية العلمية» في مصر. وحضر المؤتمر ما يزيد على ألفي طبيب، بينهم 8 خبراء جاؤوا من إنكلترا وإيطاليا وبلجيكا والولايات المتحدة، إضافة إلى أطباء من دول عربية. وناقش المؤتمر بحوثاً حديثة عن علاج سرطان القولون الذي يُمثّل 53 في المئة من أورام الجهاز الهضمي. وفي العادة، تُصيب الأورام القولون في منتصف العمر. وأشار القرم إلى أن نسبة الإصابة بسرطانات القولون والمستقيم تمثل قرابة 12 في المئة من الأورام الخبيثة في مصر. وأضاف: «يصيب هذا الورم 3 ذكور مقابل كل أنثى، كما يصيب 30 في المئة من المرضى في سن مبكرة نسبياً (أقل من 45 سنة)، وهي مرحلة عمرية منتجة، ما يعني أن للمرض تداعياته اقتصادياً». ولفت القرم الذي ترأس المؤتمر إلى جلسة ناقشت استخدام «العلاج الموجّه» في المراحل المتأخرة من سرطان القولون، ما رفع الاستجابة للعلاج إلى 40 في المئة، كما سهّل التدخل جراحيّاً فيها. وشهد المؤتمر محاضرة للدكتور فينيسنت ابياس مدير شعبة جراحة القولون والمستقيم في جامعة «جورج واشنطن» الأميركية تناولت وسائل الكشف بالأشعة عن مدى الاستجابة للعلاج الكيماوي في أورام القولون والمستقيم قبل إجراء الجراحة. وتحدّث ابياس عن استخدام الروبوت في استئصال الأورام، مُشيراً إلى موافقة ابياس على إجراء جراحات بالروبوت لمرضى مصريين، مع تدريب أطباء في الإسكندرية عليه. وأشار القرم إلى أن المؤتمر تناول طُرُقاً حديثة في علاج سرطان البنكرياس تشمل الكيماوي. بالأشعة الثلاثية الأبعاد وتحدث أستاذ علاج الأورام في جامعة الإسكندرية الدكتور عمرو عبد العزيز عن تقنية علاج سرطانات القولون والمستقيم عن طريق العلاج الإشعاعي الثلاثي الأبعاد المترافق مع العلاج الكيماوي، مُشيراً إلى أنها تحسّن نِسَب الشفاء. وأوضح أن استخدام العلاج الكيماوي قبل الجراحة يستعمل أيضاً في سرطان الثدي الذي يحتل المرتبة الثانية في الأورام مصرياً، خصوصاً في المُدُن. وأشار عبد العزيز إلى ضرورة فحص الغُدد اللمفاوية قبل استئصال الثدي جراحيّاً، بهدف تجنّب مشاكل إزالة هذه الغدد أثناء الجراحة. وأضاف أن هناك تطوراً كبيراً شهدته أدوية العلاج الكيماوي جعلها تتخلص من مضاعفاتها المزعجة للمرضى كسقوط الشعر والقيء الشديد. وأشار إلى أن الدكتور ماركو تورتشينى جرّاح الصدر في مستشفى «مورغاني بيرانتوني» الإيطالي، ألقى محاضرة عن أهمية إعطاء العلاج الكيماوي قبل الجراحة في سرطان الرئة وغشائها. وأضاف أن 90 في المئة من أورام الرئة يسبّبها التدخين. ونبّه إلى خطورة انتشار ظاهرة تدخين «الشيشة» بين الشباب والفتيات الصغيرات السن، مؤكداً أن البحوث العلمية أثبتت أن تدخين «شيشة» يسبب أضراراً صحيّة تساوي تلك التي تأتي من تدخين عشرات السجائر.