يصل رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الى الدوحة اليوم لإجراء محادثات مع القيادة القطرية حول آفاق العلاقات السياسية والاقتصادية بين البلدين، وعلم أن الملف السوري سيتصدر المحادثات، فيما وصلت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الانسانية فاليري اموس الى سورية أمس وذلك قبيل مشاركتها بعد غد الاربعاء في الكويت في مؤتمر للمنظمة الدولية بهدف جمع 1.5 بليون دولار لملايين اللاجئين السوريين الذين يواجهون الجوع والبرد من جراء الصراع المندلع منذ 22 شهراً. ويجري اردوغان في الدوحة محادثات معمقة مع نظيره القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، وتتوقع مصادر قطرية ان تساهم زيارة اردوغان في «رفع معدلات التنسيق والتعاون في مجالات عدة بين البلدين اللذين يتخذان مواقف واضحة وعملية ازاء الأزمة السورية». وتأتي زيارة رئيس الوزراء التركي غداة توجيهات أصدرها أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أول من أمس في شأن «بدء حملة مساعدات إنسانية للشعب السوري الشقيق داخل الاراضي السورية إستجابة للاحتياجات والظروف الانسانية التي يمر بها الشعب السوري». وأعلن رسمياً أن «الحملة تهدف الى تأمين الغذاء والاعانة الطبية لجميع العائلات المحتاجة والتى يقدر عدد افرادها بحوالى 650 الف مواطن سوري وبقيمة تبلغ سبعة ملايين دولار شهرياً، وتشمل مناطق الغوطة الشرقية والغربية ودمشق العاصمة وضواحيها والقلمون». وذكر ان «الحملة حرصت على اعتماد مجلس محلي او جمعية واحدة فى كل مدينة وذلك لضمان التوزيع على كل العائلات المحتاجة، ومنع الازدواجية»، كما «باشرت الحملة توزيع المساعدات الغذائية الشهرية في مخيم قطنة للاجئين على الحدود السورية التركية على 10 آلاف شخص». كما أصدر ولي العهد القطري الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمس توجيهات خصصت بموجبها قطر مليونين وثمانمئة الف ريال لدفع التكاليف الدراسية للطلاب السوريين النازحين الى الدوحة في المدرستين السورية والاردنية في قطر. وذكر أن تلك «التوجيهات تأتي في اطار الجهود التى تبذلها قطر للمساهمة في تخفيف معاناة الشعب السوري الشقيق وتوفير فرص التعليم المناسبة لابنائه في الدولة». وتتوقع الاممالمتحدة ان يتزايد عدد اللاجئين السوريين في الدول المجاورة ليبلغ 1.1 مليون بحلول حزيران (يونيو) اذا ما استمر النزاع الدائر في سورية. ووصل نحو 11 الف لاجئ سوري جديد الى الاردن خلال الايام الثلاثة الماضية، وفق ما أعلن مصدر مسؤول في القيادة العامة للقوات المسلحة الاردنية الاحد. وأوضح ان «العديد من هؤلاء اللاجئين بدأوا يدخلون من مناطق غير معدة ومجهزة لاستقبالهم وتتسم بالوعورة الشديدة والانحدار ولا تسمح طبيعتها الجغرافية بحركة مختلف انواع الآليات». وأشار الى ان هذا «الامر شكل عبئاً كبيراً على قوات حرس الحدود التي اضطرت للسير بهم ونقلهم مسافات طويلة لايصالهم الى مناطق العبور التي توفر لهم الاحتياجات المطلوبة والخدمات الضرورية ريثما يتم نقلهم الى المخيمات المعدة لاستقبالهم». ويقول الاردن انه يستضيف اكثر من 300 الف لاجئ سوري، منهم حوالى 170 الف دخلوا بطرق غير شرعية، بينما تقول مفوضية اللاجئين ان 206630 لاجئاً تم تسجيلهم او هم في طور التسجيل. الى ذلك، أوضح القائم بالأعمال في السفارة السعودية لدى الأردن الدكتور حمد الهاجري، أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وجه منذ 13 كانون ثاني (يناير) الجاري، وبعد الأحوال المناخية السيئة التي شهدتها دول عدة في المنطقة بتقديم مساعدات عاجلة إلى اللاجئين السوريين في المخيمات الأردنية، تشمل سلال الغذاء والبيوت الجاهزة والخيم والبطانيات نصرة للاجئين السوريين مشيراً إلى أن السفارة سعت جاهدة إلى تسهيل دخول الشاحنات التي بلغ عددها 181 شاحنة محملة بالمساعدات، وعملت بالتعاون مع الحملة الوطنية السعودية لنصرة السوريين على إيصال هذه المساعدات لمخيمات الإيواء على وجه السرعة. وكانت أموس حذرت، امام المنتدى الاقتصادي العالمي في سويسرا الأربعاء، من إن السوريين يدفعون «ثمناً رهيباً» لفشل القوى العالمية في حل الصراع وأشارت الى فرار 650 الف لاجئ من البلاد فضلاً عن الملايين الذين تأثروا داخل سورية. وأضافت: «يحتاج أربعة ملايين شخص الى المساعدة. نزح مليونان داخلياً وتأثر 400 الف من جملة 500 الف لاجئ فلسطيني». وقالت اموس «علينا أن نجد سبلاً للوصول الى مزيد من الناس بخاصة في المناطق التي ما زلنا لا نستطيع الوصول اليها وحيث لا يزال القتال دائراً». وفي الشهر الماضي سحبت الأممالمتحدة 25 من عمال الإغاثة الأجانب التابعين لها البالغ عددهم 100 من سورية بعد أن زادت كثافة القتال حول دمشق، لكن اموس قالت إن المنظمة لا تزال ملتزمة بمواصلة عمليات الإغاثة. وستخصص معظم الأموال التي سيجمعها المؤتمر الذي يعقد الاربعاء في الكويت لدعم الدول التي تستضيف مئات الآلاف من اللاجئين بينما يخصص مبلغ 519 مليون دولار للمساعدات داخل سورية.