عمان – سامي محاسنة العاهل الأردني تحدث قبل أيام عن محور «قطري – إخواني» دعم ثورة سوريا ومساندة الإخوان.. أبرز صور الدور القطري في الأردن جمعية الكتاب والسُنَّة الأردنية.. الوكيل الحصري للإغاثة القطرية «التل» يتهم الدوحة بتمويل خطباء المساجد على الحدود مع سوريا «حتر»: خلية «قطرية – إخوانية – حمساوية» تخطط لفوضى في الأردن ينظر الأردن الرسمي بعين الريبة للنشاط القطري على الساحة الأردنية، المتمثل في عدة صور أبرزها: دعم اللاجئين السوريين في الأردن عينياً ومادياً، ودعم «إخوان الأردن»، ومساندة شخصيات فاعلة في الحراك الشعبي في محافظات المملكة الهاشمية. ويأتي التخوف الأردني من دور قطر على الساحة الداخلية في سياق محور إقليمي تحدث عنه العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، قبل خمسة أيام في منزل إحدى الشخصيات السياسية خلال لقائه بالحراك الشعبي، حيث أشار بوضوح إلى الدور القطري في إطار محور يضم تركيا ومصر وقطر. ويسيطر حزبان محسوبان على جماعة الإخوان المسلمين على القيادة السياسية في مصر وتركيا. ويرى نشطاء سياسيون في الأردن أن السياسة القطرية تلعب على الساحة الأردنية من خلال عدة أوراق أبرزها دعم الثورة السورية من خلال مساندة اللاجئين السوريين في مخيماتهم بالأردن كمخيم الزعتري، والدعم الإعلامي لمواقف وسياسات جماعة الإخوان المسلمين في الأردن، وتوظيف المال لدعم مواقع إلكترونية وكتاب وناشطين إعلاميين وسياسيين وحزبيين أردنيين وإنتاج الدراما والمسلسلات. ويقارن النشطاء بين الإسناد الإعلامي والسياسي المقدّم من جانب قطر للثورة السورية ومثيله المقدّم للثورة المصرية التي يقودها الليبراليون والقوميون واليسار المصري. تحركات تحت السيطرة الأمنية في سياقٍ متصل، أبدت مرجعية أردنية رفيعة المستوى خلال لقائها بسياسيين، تخوفها من التدخل القطري في الساحة الأردنية، غير أنها أكدت أن الوضع مراقَب عن كثب وتحت السيطرة الأمنية، وأن جميع التحركات على الساحة الأردنية مرصودة. ويجمع النشطاء الأردنيون على عدم توافر إثباتات حول وجود المال القطري على الساحة الأردنية «غير أن المؤشرات الموضوعية والشكلية تشير بوضوح إلى تورط شخصيات أردنية إعلامية وسياسية وحزبية في المال القطري، بالإضافة إلى التدخل القطري المباشر في الملف السوري على الساحة الأردنية»، حسب اعتقادهم. ويؤكد نشطاء أنه لا يمكن رصد هذا المال إلا عبر الأجهزة الأمنية والمؤسسات المصرفية التي تعرف جيداً حركة الحسابات المالية للأشخاص. وكيل حصري لمشروعات الإغاثة القطرية زايد حماد بدوره، يقول رئيس جمعية الكتاب والسنة الأردنية زايد حماد، إن «مؤسسات المجتمع المدني القطرية تعدّنا الوكيل الحصري لمشروعاتهم الإغاثية المقدمة للاجئين السوريين في الأردن». ويقدِّر حماد مجمل الدعم القطري للاجئين السوريين في الأردن بنحو أربعة ملايين دينار أردني (حوالي 7.5 مليون دولار أمريكي) على مستوى المواد العينية والغذائية، إضافةً إلى مساعدات نقدية مباشرة وصلت إلى نحو ثلاثة ملايين دينار أردني (حوالي 4.5 مليون دولار أمريكي). لكن حماد يؤكد ل»الشرق» أن جميع الأموال والمساعدات تذهب لإغاثة اللاجئين السوريين لا لأي جهة أخرى، ويشدد «لا علاقة لنا بالسياسة، غالبية عملنا في الإغاثة، وأستطيع القول إن نسبة عملنا في هذا المجال تصل إلى 99.9%». نشطاء يرصدون الدور القطري موفق محادين غير أن رئيس رابطة الكتاب والأدباء الأردنيين، موفق محادين، يقول إن قطر متورطة في المال السياسي على الساحة الأردنية عبر بوابتين، الأولى دعم الثورة السورية، والثانية دعم جماعة الإخوان المسلمين، مشيراً إلى علاقة قطر بمشروع التنظيم الدولي للإخوان. كما يتحدث محادين ل»الشرق» عن دخول قطر إلى الأردن عبر بوابة المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، الذي يشرف عليه المفكر الفلسطيني عزمي بشارة، مضيفاً أن بشارة له أذرع من العلاقات الحميمة مع إعلاميين وسياسيين ورجال دولة في الأردن. ويستطرد محادين «يوجد في قطر منتدى للحراك الشبابي العربي يستميل الشباب العربي لتبني فكر جماعة الإخوان»، ويؤكد أنه كثيراً ما وقعت صدامات بين نشطاء عرب شاركوا في المنتدى في الدوحة وقيادات للمنتدى، موضحاً أن معظم الشباب العربي المدعوين لهذا المنتدى هم من المؤيدين أو المؤازرين للإخوان. من جانبه، يوجِّه السياسي الأردني المحسوب على الحزب السوري الاجتماعي، عامر التل، اتهاماً صريحاً لقطر بتمويل ودعم خطباء وشيوخ مساجد في المناطق الشمالية الأردنية المحاذية للحدود مع سوريا لتأجيج مشاعر أهالي المنطقة ضد سوريا ونظامها. ويرى التل أن المشروع القطري يهدف إلى دعم الثورة السورية وإشاعة الفوضى على الساحة الأردنية لصالح مشروع الوطن البديل لتصفية القضية الفلسطينية على حساب الخيار الأردني. ناهض حتر أما الناشط والمحلل السياسي ناهض حتر، فيعتقد أن المال القطري بات واضحاً عبر المواقع الإلكترونية ووسائل الإعلام المحلية الأردنية، ويضيف «يُلاحَظ وجود كتاب محسوبين على الموقف القطري ويؤصلون له من خلال إبراز نشاطات الثورة السورية ودعم جماعة الإخوان، بينما لا نرى سطراً واحداً عن الثورة المصرية وحكم جماعة الإخوان في مصر». ويتحدث حتر ل «الشرق» عن وجود خلية أزمة في جماعة الإخوان المسلمين، ويصفها بأنها «خلية قطرية إخوانية حمساوية» تدفع تجاه الصدام مع الأمن الأردني لإحداث حالة فوضى، لافتاً إلى أن المال القطري يموِّل الاعتصامات أمام السفارة السورية في عمان. المال القطري والانتخابات الأردنية وفي الإطار السياسي، يرى الناشط محمد أبوعريضة، أن المال القطري استُخدِمَ في المخيمات والانتخابات النيابية عام 2010، مؤكداً أن رائحة المال القطري بدأت تظهر في الانتخابات المقررة الشهر المقبل. ويتابع بقوله «المال القطري فشل في إيصال مرشحين في انتخابات 2010 لقبة البرلمان الأردني، لكنه يسعى لإعادة إنتاج قيادات ومرشحين في انتخابات 2013». ويشير أبوعريضة إلى العلاقة الحميمية بين عزمي بشارة المقيم في قطر وشخصيات أردنية إعلامية وحزبية محسوبة على تياري اليسار والإخوان المسلمين في الأردن. الفن كوسيلة لضخ الأموال وعلى الصعيد الفني، يقول محرر الشؤون الفنية والثقافية الأردني صالح أسعد، إن قطر تضخ أموالاً بالملايين في مجال الدراما والأعمال الفنية، موضحاً أن جهات قطرية تعكف على إنتاج عمل درامي عن الأردن على غرار المسلسلات المكسيكية، بحيث يُعرض على مئات الحلقات التليفزيونية. ويتناول العمل الجديد، بحسب أسعد، الأردن وعاداته وتقاليده والمجتمع الأردني وتركيبته الديمغرافية والسياسية. كما أنتجت قطر أيضاً مسلسلين آخرين عن الأردن، الأول عن الشاعر الأردني الراحل نمر بن عدوان، والثاني عما يُعرف عند الأردنيين ب»هبّة الكرك» وهي ثورة أبناء منطقة الكرك الأردنية على الخلافة العثمانية، وكان المسلسل الثاني أشار إلى حالة التغرير بالثوار من قِبَل الماسونيين. ويحاول التليفزيون القطري، وهو جهة الإنتاج، استمالة الفنانين الأردنيين الذين يتعرضون لركود في العمل من خلال إسناد أدوار لهم بعد تعطل عملهم في الأردن. دعم قطر للاجئين السوريين يثير قلقاً أردنياً
تظاهرات امام السفارة السورية في الأردن يعتقد نشطاء أن قطر تمولها (إ ب أ)