قال وزير بارز في الحكومة الأردنية إن ازدياد تدفق اللاجئين السوريين إلى المملكة «يدفع الأردن للتفكير بكل الاحتمالات». واعتبر وزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال، الناطق باسم الحكومة الأردنية سميح المعايطة في تصريحات صحافية، أن هناك تصاعداً غير مسبوق في أعداد اللاجئين السوريين الذين يدخلون المملكة يومياً. وأضاف: «دخل الأراضي الأردنية منذ صباح الاثنين وحتى صباح أمس الثلثاء 4597 لاجئاً». وأشار الوزير الأردني إلى أن المخيمات المخصصة لاستقبال اللاجئين السوريين، «تواجه صعوبة كبيرة في استيعاب الأعداد المتزايدة». وفي السياق ذاته، أكد وزير الخارجية الأردني ناصر جودة أنه سيصار خلال الأيام المقبلة إلى افتتاح مخيم آخر للاجئين السوريين في منطقة رباع السرحان بمدينة المفرق الحدودية، بدعم من دولة الإمارات العربية المتحدة وتمويلها. وقال الوزير خلال افتتاحه أمس المستشفى الإماراتي - الأردني الميداني بالمفرق: «إن مخيم رباع السرحان يستوعب ما بين 15 – 20 ألف لاجئ سوري». وتابع: «ستعمل دولة الإمارات على تقديم مساعدات أخرى للاجئين السوريين خلال افتتاح المخيم الجديد، إلى جانب تحسين أوضاع مخيم الزعتري بما ينعكس إيجاباً على تحسين مستوى الخدمات المقدمة للاجئين». إلى ذلك، قالت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة إن عدد اللاجئين السوريين في مخيم الزعتري «تضاعف في الأيام القليلة الماضية ليتجاوز 22 ألفاً». وقالت ميليسا فليمنغ الناطقة باسم المفوضية، في مؤتمر صحافي بجنيف: «إن المخيم استقبل خلال الأسبوع المنصرم أكثر من عشرة آلاف لاجئ مقارنة مع 4500 الأسبوع الذي سبقه». وأضاف فليمنغ: «هناك آلاف أخرى ما زالت تنتظر فرصة العبور للأردن، في حين يحتضن المخيم عدداً كبيراً من الأطفال من دون مرافقين». وزادت: «بعض هؤلاء الأطفال أفاد بأن آباءهم ماتوا، أو أنهم ما زالوا في سورية للاعتناء بأقارب أو يعملون في بلدان أخرى». ويعبر يومياً مئات السوريين الشريط الحدودي مع الأردن في شكل غير رسمي، هرباً من القتال بين قوات الجيش السوري والمعارضة المسلحة. ووفق المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة فإن عدد اللاجئين المسجلين في الأردن تجاوز 46 ألفاً، في حين تؤكد الحكومة الأردنية استقبالها 200 ألف لاجئ، بينما تتحدث منظمات أهلية أردنية عن ارتفاع الرقم إلى زهاء 300 ألف. وكانت منظمة الأممالمتحدة للطفولة (يونيسيف) وجهت أول من أمس نداء لجمع 54 مليون دولار لتغطية تكاليف إغاثة اللاجئين السوريين ومساعدتهم في الأردن خصوصاً في مخيم الزعتري الذي قالت إن نصف اللاجئين فيه من الأطفال. من جهة أخرى، قالت فليمنغ إن «هناك حاجة ملحة في سورية لإيجاد مأوى بديل للعدد المتزايد من النازحين المقيمين في المدارس»، حيث من المفترض نظرياً أن تبدأ الدراسة 16 في أيلول (سبتمبر) المقبل. وكان العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني وملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة أعربا ليلة أول من أمس عن قلقهما حيال تفاقم الأوضاع في سورية وفق ما أفاد بيان صادر عن الديوان الملكي الأردني. وقال البيان إن الملك عبدالله وملك البحرين تطرقا خلال محادثاتهما في الديوان الملكي الهاشمي في عمان إلى «التطورات التي تشهدها المنطقة، خصوصاً الأوضاع في سورية»، وأعربا عن «قلقهما من استمرار تفاقم الوضع هناك من دون التوصل إلى حل سياسي سريع وشامل للأزمة، يحافظ على وحدة سورية واستقلالها وتماسك شعبها». وأشار الملك عبدالله الى «الجهود التي يبذلها الأردن للتعامل مع اللاجئين السوريين»، مؤكداً أن «الأردن سيستمر في تقديم خدمات الإغاثة الإنسانية للأشقاء السوريين على رغم ما يترتب على ذلك من أعباء إضافية عليه». وكان ملك البحرين وصل إلى عمان الاثنين في زيارة رسمية للمملكة تستمر يومين.