أكد امس، رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ان «لبنان معني بملف النازحين السوريين ببعديه الإنساني والأخلاقي، وبالتالي سنواصل الاهتمام بهذا الملف رعائياً وإغاثياً واقتصادياً ضمن الإمكانات المتاحة بالتعاون مع المنظمات الدولية». وقال ميقاتي عن الوضع في سورية خلال طاولة حوارية عن «التحولات في الشرق الوسط» عقدت في خلال «منتدى الاقتصاد العالمي» في دافوس، وشارك فيها رؤساء حكومات كل من ليبيا والمغرب وفلسطين ومصر: «نشعر بالحزن العميق من المآسي التي تحصد حياة مئات الأبرياء يومياً في سورية، ولبنان يؤكد سياسة النأي بالنفس التي يعتمدها حيال الوضعين الأمني والسياسي هناك بهدف الحفاظ على استقراره الداخلي وتجنب تداعيات الأزمة السورية ومخاطرها. لكن لبنان لا يستطيع أن ينأى بنفسه عن تقديم المساعدة الإنسانية للاجئين السوريين إليه والتخفيف من معاناتهم». وأضاف: «حكومتنا ملتزمة دعم العائلات السورية النازحة حتى عودتها إلى بلادها، ضمن الإمكانات المتاحة، خصوصا تقديم الخدمات الاجتماعية لها، وهي لم تميز بين معارض للنظام السوري وموالٍ له، وتعاطت مع الملف من منطلق إنساني بحت، وبما تمليه الأصول والأعراف الإنسانية، لكن هذه الامكانات وصلت إلى حدودها القصوى وبات من الضروري أن يحصل لبنان على مساعدات عاجلة كي يتمكن من القيام بالأعباء المترتبة على استضافة النازحين السوريين الذين يتزايد عددهم باستمرار، وهذا العدد مرشح للزيادة مع تصاعد وتيرة العنف». ولفت الى ان «عدد النازحين المسجلين رسمياً وصل حتى منتصف الشهر الجاري إلى 206 آلاف شخص، ووصل الوضع إلى مستويات خطيرة لا يستطيع لبنان التعامل معها بمفرده، لذلك وضعت حكومتنا خطة طوارئ لتأمين المأوى والغذاء والخدمات الأساسية إضافة الى الصحة والتعليم للنازحين السوريين». وقال: «من شأن هذه الخطة ان تتيح للمجتمعات اللبنانية الحاضنة للاجئين السوريين الحفاظ على تماسكها الاجتماعي وتضامنها ومنع أسباب التوتر والصراعات. لكن دعم المجتمع الدولي ضروري وملح كي نتمكن من تطبيق هذه الخطة بنجاح، بما يضمن الاستمرار في مساعدة النازحين السوريين والحفاظ على السلم الأهلي والاستقرار الداخلي». وأكد التعويل «على نتائج مؤتمر الكويت نهاية الجاري». وعاد ميقاتي الى بيروت عصراً وقابل رئيس الجمهورية ميشال سليمان.