ذكرت الشرطة الإسرائيلية أن صدامات جرت صباح أمس في باحة المسجد الأقصى المبارك بين القوات الاسرائيلية وعشرات الفلسطينيين الذين كانوا يحتجون على وجود زوار يهود في الموقع عشية احياء رأس السنة اليهودية. وقالت الناطقة باسم الشرطة الاسرائيلية لوبا السمري لوكالة «فرانس برس» ان شباناً فلسطينيين رشقوا الشرطة بحجارة وزجاجات حارقة، ما ادى الى اصابة العديد بجروح ممن كانوا «يصدون مثيري الشغب داخل الاقصى». وسمع دوي القنابل الصوتية اليدوية الصنع في المدينة، فيما اغلقت الشرطة مداخل الحرم القدسي الذي يقع في قلب البلدة القديمة في المدينة لمنع امتداد الصدامات. واندلعت الصدامات بعد دخول مجموعة من الزوار اليهود الى الباحة في ساعة مبكرة من امس قبيل احتفالات رأس السنة اليهودية التي تبدأ عند المغيب. وقالت الشرطة ان 402 شخص من غير المسلمين زاروا الحرم القدسي صباح امس، 90 منهم يهود اسرائيليون. وتم توقيف اثنين منهم لمخالفة اوامر تمنع اليهود من الصلاة في المكان. وقرب باحة الاقصى، شوهد رجال الشرطة وهم يلقون قنابل صوتية على مجموعة صغيرة من الفلسطينيين كانوا ينتظرون امام باب الاسباط، احد مداخل البلدة القديمة. وقالت الناطقة ان احد رجال الشرطة اصيب في الرأس في العراك، بينما اصيب خمسة رجال شرطة آخرين في الصدامات، أحدهم في حال متوسطة الخطورة. وتفقد وزير الامن الداخلي اسحق اهارونوفيتش المكان، وقال لوسائل الاعلام ان الشرطة تستمر في تسهيل «دخول الزوار اليهود الى جبل الهيكل» (الاسم الذي يطلقه اليهود على المكان). ويشهد الحرم القدسي صدامات متكررة بين الفلسطينيين والشرطة الاسرائيلية التي تفرض باستمرار حظراً على دخول الحرم، وتمنع من هم دون الخمسين من العمر من دخوله لاداء صلاة الجمعة. وتشهد المدينة القديمة في القدسالشرقيةالمحتلة صدامات عنيفة ومتكررة منذ مقتل شاب فلسطيني على يد متطرفين يهود في تموز (يوليو) الماضي. وتكثفت تلك الصدامات خلال الحرب الاسرائيلية على قطاع غزة التي استمرت 50 يوماً، وتتواصل رغم انتهاء الحرب في 26 آب (اغسطس) الماضي. وفي 7 ايلول (سبتمبر)، توفي الفتى محمد سنقرط (16 سنة) متأثراً بإصابته برصاص الشرطة الاسرائيلية في 31 آب الماضي في القدسالشرقية. ونزل آلاف المتظاهرين الغاضبين الى الشوارع اثر ذلك. وزيارات غير المسلمين الى باحة الاقصى تنظمها الشرطة، غير انه لا يسمح لليهود بالصلاة هناك خشية اثارة اضطرابات واعمال عنف كبيرة.