أعلنت وزيرة الخارجية الباكستانية هينا رباني خار أمس، إنها ستثير مسألة غارات الطائرات الأميركية بلا طيار، مع مسؤولين أميركيين في واشنطن والسفير الأميركي في إسلام آباد، ريتشارد أولسن. وأبلغت خار مجلس الشيوخ الباكستاني أن الغارات «لا تنتهك فقط سيادة باكستان، بل القوانين الدولية أيضاً، موضحة أن المسألة أثيرت سابقاً مع المسؤولين الأميركيين، من دون أن يقدموا أي تفسير لاستمرار الغارات التي قتلت أكثر من 300 مدني وعشرات المتشددين المشبوهين منذ 2009. وكشفت صحيفة «واشنطن بوست» السبت الماضي، أن واشنطن تعد دليلاً لعمليات مكافحة الإرهاب، يستثني استخدام وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي أي) الطائرات بلا طيار في باكستان، ما يسمح لها بمواصلة ضرب عناصر تنظيم «القاعدة» وحركة «طالبان» لمدة سنة أو أكثر. وكانت منظمة العفو الدولية دعت أول من أمس الولاياتالمتحدة إلى كشف توجيهات عمليات ما يسمى «القتل المستهدف» في هجمات طائراتها بلا طيار في الخارج. وقالت سوزان لي، مديرة برنامج الأميركيتين في المنظمة، إن «استخدام واشنطن القوة المميتة يجب أن يتفق مع القانون الدولي»، رافضة اعتماد أي سياسة جديدة نظرية «الحرب الكونية القانونية» التي تتعامل مع العالم باعتباره ساحة حرب بين الولاياتالمتحدة والجماعات المسلحة يمكن أن تستخدم القوة الفتاكة فيها عن قصد من دون الأخذ في الاعتبار معايير حقوق الإنسان». وفي أفغانستان، قتل 15 مسلحاً في غارة نفذتها طائرة بلا طيار تابعة لقوات التحالف الدولي على مجمع بمنطقة بازغول النائية في ولاية نورستان (شرق)، فيما سقط 16 مسلحاً وجرح 26 آخرون في اشتباكات اندلعت بعد تسللهم من باكستان إلى منطقة زازاي ميدان بولاية خوست (جنوب شرق). وأوضح مسؤول في الشرطة أن بعض المسلحين القتلى في الغارة يحملون جنسيات أجنبية، وأن الهجوم دمّر المجمع بالكامل في نورستان المحاذية للحدود مع باكستان. على صعيد آخر، أعلن الأمير هاري، الوريث الثالث لعرش بريطانيا، أنه قتل متمردين من حركة «طالبان» خلال مشاركته كمساعد طيار لمروحية «أباتشي» في المرحلة الثانية من خدمته العسكرية في أفغانستان. وقال هاري الذي سيعود هذا الأسبوع إلى بريطانيا، بعدما أمضى 20 أسبوعاً مع قوات الحلف الأطلسي (ناتو) في قاعدة «كامب باستيون» العسكرية بولاية هلمند (جنوب): «فتحت كما فعل كثيرون النار لدى مواجهتنا ظرفاً اضطرارياً سواء للقتل أو لإنقاذ أرواح، لكننا في الأساس قوة ردع أكثر من أي شيء آخر». واستطرد: «من البديهي القضاء على أناس يحاولون إيذاء رجالنا»، علماً أن «طالبان» كانت توعدت ببذل كل ما في وسعها لخطف الأمير هاري أو قتله خلال خدمته في أفغانستان، ووصفه أحد زعماء الحركة بأنه «سكير دنيء جاء ليقتل أبرياء». وهاجمت «طالبان» قاعدة «كامب باستيون» في يوم عيد ميلاد الأمير هاري في أيلول (سبتمبر) الماضي، ما أسفر عن مقتل جنديين من قوات مشاة البحرية الأميركية (مارينز). ورداً على قول هاري في المقابلات ان خدمته في افغانستان «كانت ممتعة لأنني شخص يحب لعب بلاستيشن واكسبوكس، وأعتبر نفسي مفيداً جداً في استخدام اصابعي»، وصفته «طالبان» بأنه يعاني من «مشاكل عقلية»، وقال الناطق باسمها ذبيح الله مجاهد: «فشلت 49 دولة بكل قوتها العسكرية في قتال المجاهدين، ويأتي هذا الأمير الآن ويقارن الحرب بألعاب فيديو». وزاد: «لن نأخذ تصريحاته على محمل الجد، لأننا رأينا وسمعنا روايات كثيرة عن اصابة جنود اجانب أتوا الى افغانستان بمشاكل عقلية».