اقتحم متمردون مسلحون برشاشات وصواريخ قاعدة جوية محصنة في افغانستان ما ادى الى مقتل اثنين من جنود مشاة البحرية وسبب اضرارا في طائرات خلال هذا الاختراق الامني الكبير لمعسكر يخدم فيه الامير هاري نجل ولي العهد البريطاني. واعلنت حركة طالبان التي تخوض تمردا منذ عشر سنوات ضد قوات حلف شمال الاطلسي في افغانستان، مسؤوليتها عن الهجوم موضحة انه انتقام للفيلم المسيء للاسلام الذي اثار غضبا في العالم العربي والاسلامي. وقال الناطق العسكري الميجور آدم وجاك ان الهجوم على معسكر باستيون غي ولاية هلمند (جنوب) بدأ في الساعة 22,15 (17,45) من الجمعة لكن القاعدة هدأت صباح امس السبت. واكد مسؤول آخر ان الامير هاري لم يصب بأذى ولم يتأثر بالهجوم. واوضح وجاك ان المهاجمين تمكنوا من دخول القاعدة الجوية التي تستخدمها طائرات اميركية وبريطانية لكن لم يعرف ما اذا كانوا تسلقوا الجدار لدخولها او شقوا طريقهم بمتفجرات. ورفض وجاك تحديد نوع الطائرات التي تضررت وعددها. واضاف ان تقديرات اولية تشير الى مقتل ما بين 15 و20 متمردا لكن العدد النهائي لم يعرف بعد. وفي واشنطن اعلن مسؤول في وزارة الدفاع الاميركية طالبا عدم كشف هويته ان الجنديين اللذين قتلا الجمعة خلال الهجوم على معسكر باستيون جنوبافغانستان من مشاة البحرية الاميركية. من جهتها، قالت القوة التابعة للحلف الاطلسي (ايساف) في بيان تسلمت وكالة فرانس برس نسخة منه ان مباني وطائرات في القاعدة تضررت بدون ان يضيف أي تفاصيل. ويثير هجوم الجمعة تساؤلات عن طريقة دخول المتمردين القاعدة التي تتمتع بامكانيات لوجستية هائلة وتقع في الصحراء. وهي تضم آلاف الجنود. وقال ناطق باسم حركة طالبان ان الهجوم جرى للانتقام للفيلم المسيء للاسلام "براءة المسلمين" الذي ادى الى تظاهرات احتجاجية عنيفة في عدد من الدول العربية والاسلامية، قتل خلال واحدة منها السفير الاميركي في ليبيا وثلاثة اميركيين آخرين. وصرح قاري يوسف احمدي في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس ان "عددا من المجاهدين شنوا هجمات انتحارية على معسكر باستيون في هلمند اللية الماضية انتقاما لفيلم الاميركيين المهين". وارسل الامير هاري الى القاعدة كطيار عسكري لمروحيات. وكانت حركة طالبان اعلنت الاثنين انها مصممة على قتله. وصرح المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد لفرانس برس "سنبذل ما في وسعنا لقتل الامير هاري وغيره من عناصر القوة البريطانية في هلمند" الولاية الجنوبية التي تعتبر معقلا لتمرد طالبان. واضاف في حديث هاتفي "لا نريد خطفه، بل قتله" موضحا ان طالبان وضعت "خطة بالغة في الاهمية" لمهاجمته.