باريس، ابيدجان، واشنطن - أ ف ب، رويترز - اكد الرئيس فرنسوا هولاند أمس، أن القوات الفرنسية ستبقى في مالي «الوقت الضروري لدحر الإرهاب في هذا الجزء من أفريقيا»، في وقت بحث زعماء دول المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا، في اجتماع استثنائي في أبيدجان خصِّص لمالي، آليات تسريع نشر وحدة شكلوها بموافقة الأممالمتحدة في هذا البلد، وتأمين تمويلها غير المتوافر وفق ديبلوماسي غربي «إلا لمدة عشرة أيام». وقال هولاند خلال زيارته تول وسط فرنسا «سأطالب البرلمان بالتصويت على مبدأ التدخل إذا كان سيطول»، مكرراً أن باريس «لا تسعى إلى السيطرة على أرض أو زيادة نفوذها أو البحث عن مصالح تجارية أو اقتصادية، إذ ولّى هذا الزمن. لكنها في المقابل يجب أن تهبّ لمساعدة بلد صديق يعتبر بين الأفقر في العالم، ووقع منذ شهور أو حتى سنوات، ضحية الإرهاب الذي بات أكثر خطورة». واستدرك أن «فرنسا ليست وحدها، إذ تدعمها الدول الأخرى الأوروبية بكل أنواع المساعدة، وتعمل مع الدول الأفريقية». ولفت إلى أن احتجاز الرهائن في الجزائر «حجة إضافية تبرر التدخل في مالي». ونجحت حملة القصف الجوي التي نفذتها مقاتلات فرنسية من طراز «ميراج» و «رافال» في وقف تقدم مقاتلي تحالف الجماعات المتشددة نحو جنوب مالي، كما سمحت وفق مصادر عسكرية مالية وفرنسية باستعادة بلدتي كونا و ديابالي. لكن المسلحين الإسلاميين ما زالوا يحتلون شمال البلاد. وفي انتظار معالجة قمة ابيدجان «النقاط الغامضة» في شأن عملية الدعم الأفريقية، أعلن ضابط في الجيش المالي رفض ذكر اسمه أن القوات الحكومية والفرنسية اكتفت، بعد اقتحامها مدينة ديابالي التي تبعد 400 كيلومتر عن العاصمة باماكو أول من امس، بدهم المنازل بحثاً عن إسلاميين مختبئين. وأشار إلى أن العمليات ستتوقف موقتاً في انتظار انتشار القوة الأفريقية، تمهيداً لشن هجوم «أكبر وأوسع». وعكس وصول تعزيزات ضخمة من القوات الأجنبية وترسانة أسلحة إلى مطار باماكو، التحضير لمعركة قد تكون قاسية وطويلة مع آلاف من المقاتلين الإسلاميين، وبينهم عدد كبير من الجزائريين والموريتانيين والنيجيريين . ولدى استقباله مئة عنصر نيجيري من القوة الأفريقية في مطار باماكو، قال الجنرال أبو بكر صديق سعيد، قائد القوات النيجيرية في مالي، ل «الحياة»: «نحن سعداء بمساعدة بلد شقيق في الحرب على الإرهاب. نضع أنفسنا في تصرف شعب مالي، وسنقاتل حتى استعادته استقراره وسيادته على كل أراضيه» . المقدم في الجيش الفرنسي إريك جيل الذي يشارك في تنظيم العمليات اللوجستية الممهدة لنشر القوة الأفريقية في مالي قال: «يتجمع الجنود في باماكو، ونؤمّن لهم المأوى والاحتياجات الضرورية حتى وصول العتاد. وسينتشرون لاحقاً بموجب الخطة التي ستعتمد». وزاد إلى ان «قيادة القوات الفرنسية في مالي ستنسق بين كل الوحدات كي تتكلم تكتيكياً لغة واحدة». وفي وقت أشارت صحيفة «لوس انجليس تايمز» الى جدل بين البيت الأبيض والبنتاغون حول «تشكيل متشددي مالي خطراً يمكن أن يتطلب رداً عسكرياً»، أمرت الخارجية الأميركية جميع أفراد عائلات موظفي سفارتها في مالي بمغادرة البلاد لمدة تصل إلى 30 يوماً».