على مدار أسبوع كامل من الفعاليات للاحتفال بانطلاقة حركة «فتح» بلا توقف في كل أنحاء قطاع غزة في مشهد أذهل الجميع بعدد المشاركين والرايات التي غطت المشهد وصولاً إلى المهرجان المركزي، استطاع أبناء «فتح» في قطاع غزة، المتفقون والمختلفون، بجهودهم ومبادراتهم الفردية، حشد هذا العدد الكبير للاحتفال بالانطلاقة ال 48 على رغم قلة الإمكانات. فالجميع ساهم بهذا الحدث التاريخي من دون انتظار أوامر وقرارات ميدانية بالتواجد والمشاركة في أرض السرايا تحت شعار «فتح» موحدة. ومن البديهي على قيادة «فتح» أن تبدأ رحلة جديدة لمواكبة جماهيرها ومؤيديها وأنصارها، وذلك من خلال مراجعة شاملة لإستراتيجية الحركة وأدواتها وأساليبها بما يتلاءم مع التطورات المحلية والإقليمية والدولية، من اجل الحفاظ على هذا الزخم الجماهيري. ان هذا الجهد الكبير يجب أن يترجم باتجاه اتخاذ خطوات سريعة وجريئة لإعادة النظر في شكل العلاقات الفتحاوية الداخلية في غزة. فقد حان الوقت لقيادة «فتح»، ممثلةً بلجنتها المركزية ومفوض التعبئة والتنظيم في المحافظات الجنوبية الاستجابة للرسائل الضمنية والمبطنة التي أرسلتها القاعدة الفتحاوية العريقة من أرض السرايا ساحة الشهيد ياسر عرفات، رسائل قوية أوصلها الزحف الفتحاوي للحفاظ على وحدة فتح بعيداً من المزاجية والفردية، وأن «فتح» بأمسّ الحاجة الى قيادة موحدة تجمع ولا تفرق، ولم يعد مقبولاً إقصاء أو تهميش أبناء الحركة المشهود لهم بعطائهم، وعلى قيادة الحركة استيعاب تلك الرسائل والعمل على تجديد القيادات للأطر التنظيمية عبر إجراء انتخابات ديموقراطية بمشاركة الكل الفتحاوي. وبعد مليونية رد الروح والانبعاث، تستحق القاعدة الفتحاوية في غزة قيادة جديدة ذات كفاءة تنظيمية عالية تؤمن بالعمل الجماعي والمشاركة بعيداً عن التصنيفات، قيادة قادرة على الحفاظ على وحدة الحال الفتحاوي من أجل المصلحة العامة وعلى قاعدة تكافؤ الفرص. ولا بد من التأكيد والتذكير بما يقع على عاتق قيادة «فتح» من مسؤوليات جسام، لعل الذكرى تحمل الأمل إلى الضمائر الحية وتنقذ قلوب الفتحاويين حاملي روح الانتماء، وتعزز العقول المبدعة الطامحة إلى غد أفضل، يعلو فيه شأن «فتح» لتعود قوتها إلى الواجهة قولاً وفعلاً.