بين بقايا ثلج خلفتها الأيام الماضية، ولفح ريح باردة لا ترحم دموع أطفال يتجرعون الزمهرير بلا ذنب، وبين العيون المنتظرة والممتنة، أصر لاجئ سوري يحمل طفلته الصغيرة ذات الأعوام الثلاثة، على ملاحقة السفير السعودي فهد الزيد بعد انتهاء يوم عمل شاق له داخل مخيم الزعتري، ليطلب منه أن تقبله طفلته، امتنانا على جهوده التي استمرت طوال يوم كامل على رغم البرد القارس، لمرافقة القافلة الثامنة من المساعدات السعودية الطارئة إلى اللاجئين السوريين، والوقوف على توزيع المواد الإغاثية وحاجات اللاجئين. تجولت «الحياة» في موقع الزعتري بالقرب من الحدود السورية، والتقت السفير السعودي في الأردن، والذي أكد بأن حملة الإغاثة السعودية جاءت تنفيذاً لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وبمتابعة من وزير الداخلية المشرف على الحملة الوطنية لنصرة السوريين الأمير محمد بن نايف وستقوم وفي شكل فوري بتوزيع 7 آلاف مدفأة، موضحاً أن جولته على المخيم والتي اصطحب خلالها فريق «الحياة» كشفت له عن حاجة اللاجئين السوريين داخل الجزء المخصص للحملة السعودية إلى إضاءة، سيتم توفيرها قريباً من طريق أجهزة متحركة لتشمل جميع الخيم. وانتقلت مع السفير الزيد لموقع الشاحنات والتي أبعدت عن مخيمات اللاجئين ليتم توزيعها بحسب جداول منظمة، واطلع السفير على آلية توزيعها بعد شرح مفصل قدمه المسؤول عن الحملة الدكتور بدر السمحان، ووافق وجود السفير السعودي ومدير الحملة حضور العميد في الأمن الأردني الخاص بمخيمات اللاجئين السوريين ضاري الحمود، والذي ناقشه السفير عن أوضاع اللاجئين، وذكر بعض الملاحظات التي اهتم السفير بحلها مباشرة، وتنفيذها خلال الأيام القادمة، مشدداً على أنها محل اهتمام وعناية العاملين بالحملة، والتي تتميز بتنظيمها عن باقي أجزاء المخيم. وأوضح مدير الحملة للسفير السعودي خلال الجولة بأن التوزيع سيكون بناء على آلية وتنظيم دقيق يشمل جميع سكان المخيم، بحيث تضع مسؤولاً على كل مربع داخل المخيم من اللاجئين أنفسهم، يقوم باستلام الحصص المقررة لكل عائلة. وشارك السفير السعودي خلال الجولة بتوزيع المواد الإغاثية التي أمر بها خادم الحرمين الشريفين، والعمل داخل فريق الهيئة الإغاثية التي يقودها الدكتور السمحان، واستمع السفير إلى بعض الحاجات المستعجلة لسكان المخيم، والتي لم تزد الطلبات عن مساعدة لإجراء جراحة، أو زيادة النسبة المقررة من المواد الغذائية.