لا يجد هواة ممارسة سباق السيارات والاستعراض بها في العراق غير الشوارع لاختبار مهاراتهم، في ظل عدم وجود ساحات مخصصة لهم وغياب الدعم والاهتمام من الجهات المختصة. وغالباً ما تشاهد في شوارع بغداد والطرق السريعة سيارات تنطلق بسرعة مجنونة، ويتبين في ما بعد انهم شباب يحبون رياضة السيارات وقرروا خوض سباق وسط شارع مزدحم بالسيارات والمارة على رغم الخطر الذي تنطوي عليه أفعالهم. يعترف احمد ماهر الذي يهوى رياضة السيارات بخطأ التسابق والاستعراض في الشوارع، وفي باله حوادث كثيرة وقعت بسبب ذلك، لكنه في الوقت نفسه يلوم الجهات الرسمية وخصوصاً وزارة الشباب والرياضة لعدم اهتمامها بهذه الرياضة. ويقول: «في الدول المجاورة للعراق نشاهد ان هناك ساحات كبيرة مخصصة للشباب لاستعراض مواهبهم في التسابق او قيادة السيارات، ولكن في العراق لا ساحة متخصصة لهذا الغرض وهذا ما يدفعنا إلى جعل الشوارع ميداناً للسباق». وتقوم وزارة الشباب والرياضة بمحاولات خجولة لتلبية شغف الشباب في ممارسة هوايتهم، وتنظّم تجمعات لهواة سباق السيارات في ساحات عامة غير متخصصة، ولكن هذه المناسبات لا تتجاوز عدد اصابع اليد الواحدة في السنة. وعلى رغم ان شباناً هواة في بغداد نجحوا في تشكيل نادي العراق لرياضة السيارات والدراجات النارية، وأرسوا تواصلاً بين محبي رياضة السرعة، فإن غياب الدعم والوضع السياسي والامني المضطرب يعرقلان تطوير النادي. ويقول هاوي هذه الرياضة هيثم جبار ان طلباً جماعياً وقّعه العشرات من محبي سباقات السيارات قدم الى وزارة الشباب والرياضة لتطوير اللعبة وتوفير ساحة مخصصة لهم، الا ان التجاوب لم يحصل حتى اليوم. ويحدد الحاجات الاساسية لهذه الرياضة بإنشاء حلبة لسباقات السيارات، وتدريب سائقين محترفين، وتوفير سيارات متخصصة للتدريب مجهزة بوسائل السلامة والأمان. وينتشر العديد من الصفحات والمجموعات على موقع «فايسبوك» المختصة بهواة رياضة السيارات وانواعها، بينها صفحات «سيارات عراقية مميزة»، و «نادي بي ام دبليو العراق»، و «سيارات عراقية معدّلة». ويقيم اعضاء هذه الصفحات تجمعات لهم مع سياراتهم، وغالباً ما تكون الشوارع العامة مكاناً للقاء. وفي بعض الاحيان يسعفهم الحظ بإيجاد ساحة كبيرة غير رسمية يستأجرونها للتجمع والتعارف واستعراض مهاراتهم.