اعلنت وكالة الفضاء الاميركية "ناسا" ونظيرتها الاوروبية "إي أس آي" الاربعاء اطلاق شراكة بينهما من أجل ارسال رحلة غير مأهولة الى مدار القمر في العام 2017، وهي المرحلة الاولى من التعاون الدولي في مجال الرحلات المأهولة خارج مدار الارض. وفي اطار هذا الاتفاق، سيجري تعديل مسبار النقل الاوروبي "ايه تي في" ليتحول الى وحدة خدمة ملحقة بالمركبة الفضائية الاميركية اورايون، التي من المقرر ان تنقل رواد فضاء الى احد الكويكبات المجاورة للارض والى المريخ في العام 2030. وصممت "ايه تي في" لتنقل المؤن والمعدات الى محطة الفضاء الدولية التي تدور على ارتفاع 400 كيلومتر عن سطح الارض، وقد نفذت بنجاح ثلاث مهمات الى المحطة منذ العام 2008. والمسبار المعدل سيكون موصولا مباشرة تحت المركبة اورايون، وسيؤمن لها الدفع والطاقة والتحكم الحراري بالاضافة الى المياه والمؤن لرواد الفضاء على متن هذه المركبة التي ستخلف مكوكات الفضاء، والتي ستبدأ رحلاتها التجريبية غير المأهولة في العام 2014. وتعتزم ناسا ارسال مهمة ثانية ستكون مأهولة، الى مدار القمر في العام 2012. وقال ويليام غرشتنماير نائب مدير "ناسا" لشؤون الرحلات المأهولة في مؤتمر صحافي "انها المرحلة الاولى من التعاون الدولي (..) خارج مدار الارض". واضاف "اعتقد ان هذا الاتفاق سيكون اشمل من الاتفاق حول محطة الفضاء الدولية، في الوقت الذي نتقدم فيها في الاكتشافات ونطور انظمة جديدة للرحلات الفضائية خارج المدار". وابدى قناعته ان استكشاف الفضاء ينبغي ان يكون مهمة "دولية". وقال مسؤول الرحلات الفضائية في وكالة الفضاء الاوروبية توماس ريتر "نحن ندخل عهدا جديدا من التعاون الاطلسي في مجال الفضاء". واضاف "ان قرار ناسا التعاون مع وكالة الفضاء الاوروبية في برنامجها للرحلات المأهولة (..) هو مؤشر على مدى الثقة بمقدرات الوكالة الاوروبية". وتابع هذا المسؤول الذي كان رائد فضاء عمل على متن مكوك اميركي "بالنسبة الى وكالة الفضاء الاوروبية، انها ايضا مساهمة مهمة في استكشاف الفضاء من خلال رحلات مأهولة". وكانت ناسا تبدي حتى وقت قريب تحفظها على فكرة التعاون الدولي في مجال الرحلات المأهولة الى خارج المدار، ولكنها تبدو من خلال هذا الاتفاق اقرب الى فكرة التعاون. وكان تقرير للاكاديمية الاميركية للعلوم نشر في كانون الاول/ديسمبر خلص الى ان "ناسا" لا يمكنها ان تقوم بكل مهماتها في ظل الميزانية الحالية التي لا تتجاوز 18 مليار دولار سنويا، داعيا الى تعاون دولي في مجال الرحلات الفضائية المأهولة. ومنذ مهمة ابولو الاخيرة في العام 1972 الى القمر، لم تنفذ رحلات مأهولة الى ابعد من ارتفاع 600 كيلومتر عن سطح الارض. وبعد مركبات ابولو، صممت ناسا مكوكاتها الفضائية التي التي خرجت جميعها من الخدمة في صيف 2011 والتي ساهمت في بناء محطة الفضاء الدولية بالتعاون مع 17 بلدا، وفي وضع التسلكوب الفضائي الأول وهو تلسكوب "هابل" في مداره حول الارض. لكن المكوكات هذه اقتصرت على الرحلات المأهولة الى مدار الأرض المنخفض.