واشنطن - ا ف ب (خدمة دنيا) - نجح أفراد من طاقم محطة الفضاء الدولية السبت في فتح الابواب الفاصلة التي تسمح بالنفاذ إلى مركبة "دراغون" غير المأهولة من صنع الشركة الأميركية "سبايس إكس" التي باتت منذ الأمس أول مركبة خاصة تلتحم بمحطة الفضاء الدولية، بحسب ما أعلنت وكالة الفضاء الأميركية (ناسا). وتم فتح الأبواب الفاصلة الساعة التاسعة و53 دقيقة بتوقيت غرينيتش، على ما جاء في بيان صادر عن الناسا. وذكرت الناسا في بيانها أن "أفراد طاقم المهمة 31 (في محطة الفضاء الدولية) سيطلقون الآن عمليات تحميل وتفريغ ستدوم أياما عدة بواسطة أول مركبة خاصة لإعادة التموين". وفي الواقع، إن المركبة التي يبلغ وزنها ستة أطنان والتي من الممكن إعادة استخدامها تنقل 521 كيلوغراما من المؤن الغذائية والمعدات المختبرية إلى المحطة الدولية. وسيحمل رواد الفضاء بدورهم المحطة ب 660 كيلوغراما من التجارب العلمية التي أجرتها المحطة. ومن المفترض ان تنفصل مركبة "دراغون" المجهزة بهوائيين شمسيين عن المحطة الدولية في 31 أيار/مايو، لتحط في اليوم عينه قبالة شواطئ المحيط الهادئ في كاليفورنيا. وكانت شركة "سبايس إكس" قد أطلقت مركبة "دراغون" الثلاثاء من قاعدة كاب كانافيرال في فلوريد (جنوب شرق الولاياتالمتحدة) بواسطة صاروخ "دراغون". وقد أبرمت الشركة عقدا مع الناسا قيمته 1,6 مليار دولار للقيام باثنتي عشرة رحلة شحن إلى محطة الفضاء الدولية في غضون أربع سنوات. وتأمل الناسا أن تتكلل مهمة "سبايس إكس" بالنجاح، إذ أنها باتت تعول راهنا على القطاع الخاص ليحل محل مكوكاتها الفضائية التي قامت برحلتها الأخيرة في تموز/يوليو 2011 ويمون محطة الفضاء الدولية ابتداء من العام 2012 بكلفة أقل، قبل أن يبدأ بنقل الرواد بحلول العام 2015. وتعتمد الولاياتالمتحدة حاليا على مركبات "سويوز" الروسية لنقل روادها إلى محطة الفضاء الدولية بسعر 65 مليون دولار للمقعد الواحد. وكان اللقاء بين المجطة والمركبة نجح أمس الجمعة، لتصبح اول مركبة خاصة تلتحم بالمحطة المدارية الامر الذي من شأنه احداث ثورة في عمليات النقل الفضائي. ومركبة دراغون البالغ وزنها ستة اطنان مجهزة بهوائيين شمسيين وهي قابلة للاستخدام مجددا وتنقل 521 طنا من المؤن الغذائية والمعدات المخبرية الى المحطة. ويمكنها نقل حمولة من ثلاثة اطنان. وتمت عملية الالتحام عند الساعة 16,02 بتوقيت غرينتش بمساعدة الذراع الالية لمحطة الفضاء الدولية. وعند الساعة 13,56 ت.غ. اي بتأخر ساعتين التقطت الذراع الالية التي شغلها رائدان من رواد المحطة الستة المركبة دراغون فصفق عندها المتابعون للمهمة في مركز متابعة محطة الفضاء الدولية ومركز "سبايس اكس" في هوثورن في كاليفورنيا. وتمت عملية "الالتقاط" على بعد 400 كيلومتر عموديا من شمال غرب استراليا في حين كانت المركبتان تسيران بسرعة 27 الف كيلومتر في الساعة على ما ذكر معلق تلفزيون وكالة الفضاء الاميركية (ناسا). وهذا التأخر عائد الى خلل في نظام الملاحة الاساسي في المركبة دراغون تسبب به الانكعاس الضوئي للوح خارجي للقمرة اليابانية كيبو في محطة الفضاء الدولية على ما اوضحت الناسا. وكانت المركبة اقتربت من المحطة من دون اي مشاكل بعدما اعطى مسؤولو المهمة الضوء الاخضر قرابة الساعة 06,30 بتوقيت غرينتش. وعند الساعة 09,30 ت.غ. كانت المركبة على بعد 250 كيلومترا من المحطة وبدأت بعدها مناورات "مراوحة" و تراجع قبل ان تواصل مسارها. وكررت المناورات ذاتها في كل مرحلة حتى وصولها الى مسافة 30 مترا ومن ثم عشرة امتار من الذراع الالية مما سمح لمسؤولي المهمة بتحليل البيانات للتأكد من حسن عمل الانظمة. ويتوقع ان يفتح الباب الفاصل بين المحطة ودراغون عند الساعة العاشرة ت.غ. من يوم السبت. وسيبدأ عندها رواد المحطة تفريغ حمولة دراغون ونقلها الى المحطة قبل ان يحملوا المركبة ب660 كيلوغراما من التجارب العلمية التي اجرتها المحطة. وفي ختام مهمتها ينبغي ان تنفصل المركبة عن المحطة في 31 ايار/مايو للعودة في اليوم ذاته الى الارض على ان تحط في المحيط الهادئ قبالة شواطئ كاليفورنيا بواسطة مظلة. وكانت شركة "سبايس اكس" الخاصة اطلقت دراغون بواسطة صاروخ "فالكون 9" صباح الثلاثاء من قاعدة كاب كانافيرال الجوية في فلوريدا (جنوب شرق). وقال جون كولوريس مدير المهمة لدى "سبايس اكس" الخميس خلال مؤتمر صحافي انه "متفائل بحذر" مشيرا الى انها "رحلة تجريبية". الا ان وصول المركبة والتحامها بالمحطة يشكل محطة تاريخية في النقل الفضائي. وكان الملياردير ايلون ماسك (40 عاما) مؤسس "سبايس اكس" قال ان العالم "يقف عند مشارف حقبة جديدة في استكشاف الفضاء سيكون للشركات الخاصة دورا متعاظما فيها". وقد ابرم عقدا بقيمة 1,6 مليار ولار مع الناسا لتأمين 12 رحلة شحن الى محطة الفضاء الدولية خلال اربع سنوات. وقال الاربعاء عبر تويتر ان الرئيس الاميركي باراك اوباما اتصل به لتهنئته. وتعول الناسا على نجاح سبايس اكس لانها تعتمد على القطاع الخاص للحلول مكان مكوكات الفضاء التي سحب اخرها من الخدمة في تموز/يوليو 2011، ونقل المؤن الى محطة الفضاء الدولية اعتبارا من العام 2012 بكلفة القل ونقل الرواد اعتبارا من 2015.