رد جامعة الملك سعود حول دراسة «السلوكيات الدخيلة على شبابنا»، فتح أمامي آفاقاً بعيدة، كانت صحيفة «الحياة» نشرت خبراً عن دراسة لهيئة الأمر بالمعروف بعنوان «السلوكيات الدخيلة على الشباب السعودي»، ثم نفت هيئة الأمر بالمعروف هذه الدراسة وقالت إنها لم تعتمدها، إلا أن المركز الوطني لأبحاث الشباب، التابع لجامعة الملك سعود، حضر، نشرت «الحياة» رداً لمديره الدكتور نزار الصالح قال فيه: «كان الأولى بها (الهيئة) تبيان خططها التي عملتها في علاج ذلك الخلل السلوكي لدى الشباب، مستندة على نتائج الدراسة والبرنامج العلاجي الذي قُدّم، بدلاً من النفي والتشكيك في صدقية الفريق العلمي والمركز الوطني».. انتهى. والرد لمن رغب منشور في «الحياة» الثلثاء الماضي. ليس غرض هذه المقالة نقاش سلوكيات هي مجرد بثور تخفي أمراضاً أعمق، ولا نفي الهيئة وتأكيد الجامعة. ما توقفت عنده هو صفة «الدخيلة»، وهي من «دخل» والدخيل الطارئ والعرضي، والمعنى أنه جاء من الخارج ودخل، لا بد من أن الباب كان مفتوحاً أو موارباً ليدخل! وإلا لقيل «طمر» أو قفز! سألت نفسي هل القضايا الأهم التي نعيشها مثل وضع الأيدي والأرجل على الأراضي مع أزمة إسكان، وكشف عن تزوير صكوك بملايين الأمتار من كتَّاب عدل، حتى الرشاوى تعدت السيارات إلى العمارات، والهلس العلني في أرقام ووعود إلخ ما هو مقروء كل يوم تقريباً، هل هذه «السلوكيات» دخيلة هي الأخرى أم أصيلة!؟ كيف لم تَجْرِ دراستها ولا يشار إلى أنها صارت ظاهرة ولو استترت؟ هل لأن الشباب لا يشكلون نسبة مهمة من «السالكين» فيها»؟ أم لأنها تحت الستار لا تظهر في المطاعم وتمشي في الأسواق؟ ولعموم الفائدة لا تذكر كلمة «الدخيلة» إلا وتذكر معها قضية اقتصادية صناعية شغلت المصريين وكان لها ما بعدها، مصنع حديد «الدخيلة» في مصر، استولى عليه أحمد عز بالخصخصة، تضخم هو والمصنع بالتخصيص، بلغت به الضخامة حداً اقترب به من «ولدك يا حسني مبارك» وأثر فيه، حتى انفجر بالجميع ليتناثروا ما بين المستشفيات والسجون. www.asuwayed.com @asuwayed