أكد مسؤول إيراني أن زيارة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري الذي وصل إلى طهران أمس والمستمرة ثلاثة أيام، "تأتي في إطار التعاون الإيراني اللبناني على مختلف الصعد السياسية والأمنية". وأشار مساعد وزير الخارجية الإيراني محمد رضا شيباني إلى أن زيارة الحريري تأتي لغرض متابعة الوثائق ال16 التي تم توقيعها في لبنان خلال زيارة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد مؤخرا. وأكد شيباني على أهمية دور المقاومة في لبنان. موضحا أنه ستتم خلال الزيارة مناقشة الأوضاع الداخلية الناتجة عن القرار الظني. واعتبر الحريري في مقابلة مع الوكالة الإيرانية الرسمية أن "إيران معنية بكل مسعى لتوفير مقومات الاستقرار في كل بلدان المنطقة، ومن ضمنها لبنان". واعتبر السفير الإيراني في بيروت غضنفر ركن أبادي كما نقلت عنه وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية أن زيارة الحريري "تاريخية ومهمة جدا". وفي السياق نفسه قالت مصادر وزارية من تيار المستقبل: إنها تعول كثيرا في أن تصل المحادثات بين الحريري والمسؤولين الإيرانيين إلى إحداث تطور إيجابي في موقف حزب الله من قضية المحكمة الدولية. وقال عضو كتلة المستقبل النيابية عاطف مجدلان: إن تياره يأمل في أن يتعاطى حزب الله "بمنطق عقلاني مع القرار الاتهامي لكي يجلس اللبنانيون لإيجاد الطريقة الأنسب والأفضل للتعاطي مع هذا القرار ونتائجه". مؤكدا أن إيران تستطيع عمل الكثير مع حزب الله". كما أوضح النائب في كتلة المستقبل النيابية أحمد فتفت أن "الحريري يزور إيران حاملا النوايا الحسنة والتفكير الجدي في إيجاد السبل الكفيلة بإبعاد لبنان عن شبح الانفجار". وتمنى في المقابل أنّ "يظهر الجانب الإيراني نقاط تلاقٍ مع الرئيس الحريري على العناوين السياسية المطروحة، خصوصا مع اقتراب صدور القرار الاتهامي". وفي بيروت قالت مصادر سياسية مطلعة في المعارضة: إن 90% من بنود التسوية السياسية التي يتم العمل عليها بين المملكة وسورية قد أنجز حتى الآن وتبقّى منها الجزء الأصعب المتعلق بموضوع المحكمة الدولية وقرارها الظني المرتقب. وأوضحت المصادر أن قيادة المعارضة تنظر بجدية إلى المسعى السعودي السوري وتأمل منه خيرا. وقال الوزير عن حزب الله محمد فنيش: إنهم يعولون على المساعي السورية السعودية التي تهدف إلى إيجاد مخرج لأزمة لبنان، مشيرا إلى "عدم وجود أي عائق من قبل حزب الله تجاه أي لقاء يجمع أمينه العام حسن نصر الله بالحريري شرط توافر المواضيع والاستعدادات لإيجاد حل للأزمة". وفي المقابل عاد النائب في كتلة نواب حزب الله نواف الموسوي التذكير بأن الحزب "سيخوض المواجهة في حال صدر القرار الاتهامي بحقه".