ذكرت منظمة "فريدوم هاوس" الحقوقية الأميركية في تقرير نشرته اليوم الأربعاء إن الديمقراطية تراجعت في العالم للسنة السابعة على التوالي، مشيرة بشكل خاص إلى أن الحكام الديكتاتوريين بعد الربيع العربي أصبحوا يلجأون أكثر إلى القمع المكثّف للحركات الشعبية. وإذ أشار تقرير المنظمة إلى إضافة ثلاث دول في العام الماضي إلى ال90 دولة المصنفة "حرة"، إلاّ أن 27 دولة شهدت تراجعاً كبيراً بينما شهدت 16 دولة تقدماً ملحوظاً. وهذه السنة السابعة على التوالي التي ترصد فيها "فريدوم هاوس" تراجعاً أكثر من التقدم في مجال الحرية. وأظهر التقرير تشديد حملة القمع من قبل الحكام الديكتاتوريين وبشكل خاص إزاء منظمات المجتمع المدني والإعلام المستقل. وقال نائب رئيس قسم الأبحاث في "فريدوم هاوس"، آرتش بودينغتون إن "النتائج التي توصلنا إليها تشير إلى التمرّس المتزايد لدى الحكام الديكتاتوريين الحديثين. حيث يلجأون إلى تشويه واستغلال الإطار القانوني وهم خبراء بتقنيات البروباغندا الحديثة". وأضاف "ولكن بعد الربيع العربي خصوصاً، هم متوترون وهو ما يفسّر لجوءهم إلى القمع المكثّف لحركات التغيير الشعبية". وأشار التقرير إلى أن ليبيا من بين المناطق التي شهدت زيادة في الحرية ليبيا التي تقدمت من "غير حرة" إلى "حرة جزئياً" وسجّلت خلال عام تقدماً في عدة مجالات لأول مرة منذ 40 عاماً. أما الدول التي شهدت تراجعاً كبيراً فهي كازاخستان وكينيا ومالي ونيجيريا وروسيا وتركيا وأوكرانيا. وأظهر الشرق الأوسط نتائج ملتبسة هذا العام، فبالإضافة إلى المكاسب الكبيرة في ليبيا وحفاظ تونس على التحسّن الكبير الذي حققته في العام 2011، شهدت مصر تقدماً متواضعاً. وأضاف التقرير أن المكاسب المحققة في دول الربيع العربي أثارت ردة فعل أحياناً عنيفة من قبل الحكام المستبدين في مناطق أخرى في الشرق الأوسط والتي قادت إلى تراجع في الحرية بالعراق والأردن والكويت ولبنان وعمان وسورية والإمارات. وأظهر التقرير نتائج قاتمة في أوروبا وآسيا حيث إنعطفت روسيا نحو الأسوأ مع تسلّم فلاديمير بوتين الرئاسة، مشيراً إلى أن الأخير بعد أن همّش المعارضة السياسية الرسمية سن عدداً من القوانين التي تهدف إلى إسكات المعارضة الشعبية. وقال ديفيد كرامر، رئيس "فريدوم هاوس" "في الوقت الراهن هناك مجتمعات حيث الحرية موجودة إلاّ أن الديمقراطيات تراجعت"، مضيفاً أن "ما تعلمناه على مر السنين هو أن المكاسب في ما يتعلق بالحرية عادة ما تحصل مع مشاركة نشطة لديمقراطيات مثل الولاياتالمتحدة وفي أوروبا. وحين تكون خارج الصراع، تكون النتيجة عادة هزيمة للحرية".