أكد ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان التزام الإمارات بمسؤولياتها في المجتمع الدولي لضمان أمن الطاقة والمياه والغذاء وتحقيق التنمية المستدامة وضمان الحياة الكريمة لأجيال الحاضر والمستقبل. وقال في افتتاح «أسبوع أبو ظبي للاستدامة 2013» و»القمة العالمية لطاقة المستقبل» التي تستضيفها شركة «مصدر» في مركز أبو ظبي الوطني للمعارض «إن الإمارات تزود العالم بالطاقة منذ نحو نصف قرن ونحن ماضون في ذلك». وأكد أن أبو ظبي توفر منصة عالمية للتعاون وإبرام الشراكات الإستراتيجية بهدف إيجاد حلول عملية لهذه التحديات وذلك من خلال مبادرات مثل القمة العالمية لطاقة المستقبل والقمة العالمية للمياه واستضافة الوكالة الدولية للطاقة المتجددة. في السياق ذاته، دعا الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، في كلمة ألقاها في افتتاح القمة العالمية لطاقة المستقبل في أبو ظبي، إلى التحرك فوراً لتحضير مرحلة ما بعد النفط. وقال: «نتشارك الهواجس نفسها لكن يجب أن نتشارك أيضاً الطموحات نفسها، إن الوقت لم يعد وقت التباعد والكلام، بل وقت العمل». أضاف: «يجب بالتالي أن نتجمع ونجمع قوانا ومواردنا»، داعياً إلى «مزيد من الاستثمارات في الطاقات المتجددة... لتحضير مرحلة ما بعد البترول». ووفق هولاند، فإن فرنسا «ستجعل من الانتقال في مجال الطاقة قضية كبرى على المستوى الوطني والأوروبي والعالمي وهي تعلم أن لديها شركاء سيكونون على الموعد في مؤتمر المناخ عام 2015». وأتت كلمتا محمد بن زايد وهولاند أمام مندوبين من 150 دولة تشارك في «قمة أبو ظبي لطاقة المستقبل» التي تستمر ثلاثة أيام وتأتي في أعقاب الجمعية العمومية ل «الوكالة الدولية للطاقة المتجددة» (إرينا) في العاصمة الإماراتية. وأكد الرئيس التنفيذي لشركة «مصدر» سلطان الجابر أهمية مواجهة مسؤولية مشتركة في التصدي للتوازن الدقيق بين النمو الاقتصادي والسكاني وموارد العالم المحدودة. ولفت إلى أن الإمارات تؤمن بأن المياه أهم من النفط، وتعتقد بأن الطاقة والمياه يستحقان مستوى الاهتمام نفسه من زعماء العالم. أضاف: «في الوقت الحاضر يستخدَم نحو سبعة في المئة من إجمالي استهلاك العالم من الطاقة لإنتاج المياه، ويستخدَم نحو 50 في المئة من المياه لإنتاج الطاقة، وسيزداد هذا الترابط الوثيق بمرور الوقت». وأكد أن منطقة الخليج، التي تزود العالم بنحو 20 في المئة من إمدادات النفط، تقوم ب 50 في المئة من نشاطات تحلية المياه في العالم. «مصدر» وفرنسا ووقّّعت «مصدر» على إعلان مشترك مع فرنسا، في حضور الرئيس الفرنسي، يمهّد الطريق أمام «مصدر» للتعاون والعمل بشكل وثيق مع شركات ومؤسسات فرنسية على تطوير حلول الطاقة المستدامة. ووقع الاتفاق عن الجانب الفرنسي وزيرة البيئة والتنمية المستدامة والطاقة ديلفين باتو وعن «مصدر» الرئيس التنفيذي سلطان الجابر. ويشمل الاتفاق مجالات التعاون المحتملة في إطار إعلان تسهيل التطوير المشترك لتقنيات جديدة مجدية تجارياً وتبادل الخبرات في مجال السياسات العامة والقوانين إضافة إلى تنمية رأس المال البشري وإجراء بحوث مشتركة حول مشاريع الطاقة المتجددة وتقنيات الاستدامة مع تعزيز التعاون القائم حالياً في شأن الأطلس العالمي للطاقة المتجددة. وقالت باتو: «في حين تمتلك فرنسا ومصدر بالفعل علاقات تعاونية قوية في قطاع الطاقة يأتي توقيع هذه الاتفاقية ليوفر أساساً ضرورياً لتعزيز تبادل المعرفة والخبرات ومواصلة مساعينا إلى تقديم مشاريع واعدة للطاقة المتجددة». وتوقع رئيس شركة «إكسون موبيل» في أبو ظبي، مورتن موريتزين، أن تغيّر أنماط العرض والطلب على الطاقة خلال العقود المقبلة، سينعكس على تطور خريطة توزيع الطاقة على الساحة العالمية. وتوقع زيادة الطلب العالمي بأكثر من 35 في المئة بحلول عام 2040 وزيادة الطلب على الطاقة في الدول غير الأعضاء في «منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية» بأكثر من 65 في المئة.