أصبحت الكتابة عن المجاهر الشهير وعن الخادمات السعوديات مثل الدخول في سوق الأسهم قبل سنوات، الكل يطالبك به، وكما استنكر عليك الكل عدم الدخول في سوق الأسهم في المنزل والمكتب والاستراحة حتى دخلت وخسرت واصطففت بجوارهم، فعل القراء والناس الشيء نفسه بقضيتي المجاهر والخادمات السعوديات. حسناً موضوع المجاهر «أسخن» وأكثر قرباً من اهتمامات «الجنسين»، ومليء بالاحمرار أكثر من سوق الأسهم، احمرار شقة المذكور، واحمرار أوداج الناس غضباً أو ربما غيرة، ثم احمرار عين الرأي العام على القناة اللبنانية التي تفتح الباب أمام المجاهرين بالمعاصي، وهي القناة التعليمية الثقافية المحتشمة، التي كانت أول من أدخل مسابقات ملكات الجمال إلى الفضاء «السعودي». ولعل هذه القضية تفتح الباب أمام محاكمة معاص مماثلة أو أكبر، أو أعمق تأثيراً في العقيدة والإيمان والتوحيد، ترتكب على الهواء مباشرة، ولم يهب أحد إلى المحاكم مشتكياً، ولم يهب معظم كتّاب الصحف والمنتديات للذوذ عن حياض العقيدة، وفي مقدمها السحر والشعوذة. السؤال: هل يمكن اعتبار ما يحدث اليوم سابقة نبني عليها؟ هل ستقبل المحاكم السعودية أي شكوى يتقدم بها أي مسلم ضد من جاهر بمعصية متفق على حرمتها في الكتاب والسنة؟ وهو سؤال مهم له تبعاته الإيجابية والسلبية. ارتكب هذا الرجل حماقة اعقبت ارتكابه جريمة أو جرائم عدة، واستسهلت القناة الفضائية تحقيق مكاسب مادية من مجتمع يعتبر أفراده جمهورها أو هكذا كانوا كما أتمنى، وقطاعه الخاص وقودها الإعلاني، بل إنها لم تحترم زملاء مهنة يعملون فيها في مكاتبها في السعودية، وكان بالإمكان تقديم الموضوع بطرق عدة لو كان فيها محترفون يستطيعون طرح القضية منن دون اللجوء إلى إظهار كل هذا القبح، لكن يبدو أن الهدف لم يكن القضية بذاتها بقدر ما كان الفرقعة التي «طرطشت» هذه المرة قذارة حسبت عليها وعلى ضيفها أكثر مما حسبت على المجتمع السعودي أيضاً، وللأسف فإن المجاهرة بكبيرة الزنا أسهل عند كثيرين من المجاهرة بصغائر الذنوب، ولا بد أنكم تتذكرون مشاهد في مسبح فندق أو متجر في دول مجاورة أو بعيدة لشباب يتأبطون أذرع بائعات هوى يقضون معهم فترات إجازاتهم في واحد من الأمراض النفسية، حيث يحبون أن يرى الناس «ذوقهم». سوق المعاصي كثر فيها البائعون والمشترون والمجاهرون والمنظمون على شاشات التلفزيون، لكن الغضبة الاجتماعية كانت الجانب الإيجابي في هذا المشهد المقزز، لأنها تؤكد أن المجتمع ولو فسد بعض أفراده، فإنه لا يزال بخير. [email protected]