بعد ساعات على إمهال القضاء حكومة الرئيس الإيراني حسن روحاني شهراً لحظر تطبيقات للتراسل الفوري على الهاتف الخليوي، بحجة إشاعتها مواد «غير أخلاقية»، أعلن «الحرس الثوري» اعتقال 11 شخصاً اتُهِموا بنشر رسائل قصيرة «مهينة» في حق الإمام الخميني، مؤسس الجمهورية الإسلامية في إيران. (للمزيد) ونقلت وسائل إعلام إيرانية عن الجنرال إسماعيل محبي بور، قائد «الحرس» في محافظة فارس جنوب البلاد، قوله: «بعد مراقبة شبكات التواصل الاجتماعي على الهواتف الخليوية، مثل واتساب وفايبر ولاين وتانغو وتيليغرام، أوقِف 11 شخصاً أقرّوا بأخطائهم». وأشار إلى أنهم اعتُقِلوا في محافظة فارس، لافتاً إلى أنهم «أدوا دوراً نشطاً في نشر محتويات مهينة في حق الإمام الخميني». وأعلن أن القضاء أصدر مذكرات توقيف في حقهم، منبهاً أفراداً يشعرون بأمان لدى استخدامهم هواتفهم الخليوية، إلى احتمال أن «تحرّض وكالات تجسس غربية على هذه الإهانات، للإضرار بالقيم الإسلامية». ونقلت وكالة «فارس» للأنباء عن وزير الاتصالات محمود واعظي دعوته إلى «وجوب حجب المضمون الجرمي في الشبكات الاجتماعية»، مستدركاً أن «منعها مسألة أخرى». وأضاف أن مهندسي الوزارة «يعملون على الأمر للتمكن من مراقبة المضمون الجرمي لتلك الشبكات». وأكد ناطق باسم القضاء أن «وزارة الاتصالات تعمل على هذه المسألة»، مضيفاً: «إذا تمكّنا من إيجاد الوسائل التقنية لكي يستطيع الناس استخدام هذه الشبكات ومراقبة المضمون الجرمي في الوقت ذاته، سيتم ذلك. يقول خبراء إن ذلك ممكن». وكان المدعي العام الإيراني غلام حسين محسني إيجئي اتهم واعظي بالفشل في حجب مواقع إلكترونية وتطبيقات تتضمّن «مواد غير أخلاقية وجرمية، خصوصاً مناهضة لمؤسس الجمهورية الإسلامية (الخميني)، تم تداولها على نطاق واسع عبر فايبر وتانغو وواتساب». وأمهله «شهراً لاتخاذ تدابير فنية لمنع هذه التطبيقات والسيطرة عليها»، وإلا تدخّل القضاء ل»منع الشبكات الاجتماعية ذات المضامين الجرمية». و»المواد غير الأخلاقية» هي نكات طاولت الإمام الخميني، لا سيّما في شأن وعود قطعها للإيرانيين، ولم تتحقّق. إلى ذلك، أفاد موقع «كلمة» التابع للزعيم المعارض مير حسين موسوي الخاضع لإقامة جبرية منذ عام 2011، بأن الأخير خضع لجراحة في العين، مُنِعت بناته من حضورها. وأفادت معلومات بأن الجراحة أجراها وزير الصحة الإيراني حسين هاشمي. وقبل ساعات من توجّهه إلى نيويورك لإلقاء كلمة بلاده أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، كرّر الرئيس الإيراني حسن روحاني أن طهران «لن تتراجع عن حقها في امتلاك الطاقة النووية»، معلناً أن حكومته والقوات المسلحة الإيرانية ستساعد «شعوب المنطقة» في مواجهتها «الإرهاب» و»مؤامرات الدول الكبرى». وإذ نظم مناهضون أصوليون لروحاني مؤتمراً صحافياً في طهران أمس، محذرين من لقاء محتمل مع الرئيس الأميركي باراك أوباما، ذكّر حميد أبوطالبي، مستشار الرئيس الإيراني، بأن المحادثات بين طهران وواشنطن جرت طيلة سنوات خلال عهد الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد، لافتاً إلى احتمال أن يلتقي روحاني، أوباما ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون. وأضاف ساخراً أن الأصوليين «قد يقلقون السنة المقبلة في شأن زيارات رسمية» بين قادة تلك الدول. أتى ذلك بعدما ناقش وزيرا الخارجية الأميركي جون كيري والإيراني محمد جواد ظريف في نيويورك، تطورات المفاوضات بين طهران والدول الست المعنية بملفها النووي، و«التهديد الذي يشكّله تنظيم الدولة الإسلامية» (داعش) في العراق وسورية. والتقى ظريف أيضاً وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند.