تعرضت قافلة عسكرية في شمال وزيرستان (غرب باكستان) لتفجير اسفر عن سقوط 14 قتيلاً و22 جريحاً في صفوف قوات حرس الحدود والجيش الباكستانيين. تزامن ذلك مع إغلاق مداخل العاصمة الباكستانية إسلام آباد في اطار تداببير امنية مشددة احيطت بمسيرة هدفها اسقاط الحكومة. وأفاد بيان للجيش الباكستاني ان مسلحين زرعوا متفجرات على الطريق التي تسلكها الشاحنات العسكرية في بلدة رازمك في اقليم شمال وزيرستان القبلي، وقاموا بتفجيرها من بعد، ما أسفر عن تدمير عدد من آليات الجيش الباكستاني بشكل كامل. وهرعت مروحيات عسكرية إلى مكان الحادث ونقلت المصابين إلى مستشفيات عسكرية في مدينة بيشاور فيما طوقت قوات الامن الباكستاني المنطقة. كذلك، هاجم مسلحون قافلة عسكرية أخرى في منطقة مهمند القبلية غرب مدينة بيشاور، ما اسفر عن جرح ثلاثة من أفراد الجيش. كما قتل شخص بانفجار وقع في سوق زاكاخيل بمنطقة لاندي كوتال في إقليم خيبر القبلي شمال غربي البلاد. وفي مدينة صدا في ولاية كورام القبلية شمال غربي البلاد أيضاً، قتل شخص وجرح 8 آخرون، بانفجار عبوة ناسفة استهدفت حافلة ركاب تنقل 20 راكباً من بيشاور إلى باراشينار، مركز الولاية. تزامن ذلك مع انطلاق المسيرة الكبرى التي دعا إليها طاهر القادري رئيس حركة «منهاج القرآن» الصوفية نحو العاصمة إسلام آباد. وأغلقت الحكومة الباكستانية كافة المداخل المؤدية للعاصمة إضافة إلى تعطيل خدمة الهاتف الجوال في مدينة لاهور مركز إقليم البنجاب، منذرة كذلك بإغلاق كل شبكات الهاتف الجوال في العاصمة إسلام آباد تحسباً لمنع جماعات مسلحة وإرهابية من القيام بأي أعمال تفجيرية أثناء اقتراب المسيرة من العاصمة إسلام آباد، كما جاء في بيان للداخلية الباكستانية. وشهدت مدينة لاهور انخفاضاً حاداً في حركة المرور والمواصلات خشية تعرض المسيرة لأي أحداث عنف، فيما بدا عدد المشاركين في المسيرة الذين سيخرجون بحافلات من لاهور ومدن البنجاب أقل بكثير مما توقعه طاهر القادري الذي اكد في خطابات سابقة له أن أكثر من أربعة ملايين شخص سيشاركون معه في المسيرة الكبرى المطالبة بحل لجنة الانتخابات العامة ووقف عملية ترشيح أي شخص تهرّب من الضرائب أو تهرب من دفع الديون للمصارف الوطنية، وهي حجج ترى فيها الحكومة والمعارضة معاً أنها تبريرات لوقف مسيرة الديموقراطية في البلاد وانه يلعب دور الواجهة الامامية لمخططات للجيش الباكستاني. غير أن الجيش نفى أن يكون وراء حملة طاهر القادري. ووضعت وزارة الداخلية والاجهزة الامنية حاويات على محيط الحي الديبلوماسي ومنطقة الوزارات في إسلام آباد فيما أغلقت المعابر المؤدية للعاصمة وبدأت الأجهزة الامنية حملة إجراءات تفتيشية على كل المتوجهين إلى العاصمة خشية دخول من سماهم وزير الداخلية عناصر تابعة لحركة «طالبان باكستان»، للقيام بتفجيرات خلال المسيرة. وكانت المسيرة الكبرى لطاهر القادري تلقت ضربة كبيرة قبل بدئها اذ تخلت حركة المهاجرين القومية عن المشاركة فيها بعدما وعد الرئيس آصف زرداري وفداً من الحركة بإعطائها نصيب الأسد في الحكومة الانتقالية في إقليم السند قبل الانتخابات العامة وإجراء الانتخابات للمجالس المحلية في الإقليم في اقرب وقت ممكن، إضافة إلى تمثيل أوسع لحركة المهاجرين القومية في الحكومة الفيديرالية.