أقدم آرون شوارتز، عبقري الإنترنت وأحد مؤسسي موقع التواصل الإجتماعي «ريديت»، على قتل نفسه، الجمعة الماضي، عن عمر يناهز 26 عاماً، قبل شهر من محاكمته في قضية سرقة ملايين الملفات الالكترونية. ونقلت وسائل إعلام أميركية عن بيان لعائلته وحبيبته، أمس السبت، أن شوارتز قتل نفسه شنقاً في شقته ببروكلين. وذكر البيان أن: «التزام آرون بالعدالة الاجتماعية كان عميقاً وحدد حياته»، متابعاً أنه: «استخدم مواهبه الكبيرة كمبرمج وتقني ليس لإثراء نفسه، بل ليجعل من شبكة الإنترنت والعالم مكانين أفضل وأكثر عدلاً». وكتب شوارتز على مدونته عن قصته مع الإكتئاب، حيث ذكر أنه طريح الفراش بسبب معاناته من 4 أنواع من الأمراض، ومنها الاكتئاب: «لا بد من أنكم كنت حزينين في بعض الأوقات...ربما بعد أن ترككم شخص تحبونه أو بعد أن تؤدي خطة وضعتموها إلى نتائج غير متوقعة». وأضاف أن: «وجهكم يتجهّم عندئذٍ وتشعرون بأن لا قيمة لكم، وتتساءلون ما إذا كانت الحياة تستحق العناء». يشار إلى أن شوارتز كان طالباً في جامعة هارفرد عندما اتّهم عام 2011 بسرقة 5 ملايين مقالة تقريباً من أرشيف أحد الكمبيوترات في معهد ماساشوستس للتكنولوجيا. فواجه 13 تهمة بارتكاب جنحة، من بينها الإحتيال الالكتروني، والحاسوبي، والحصول بطريقة غير شرعية على معلومات من كمبيوتر محمي. وقال المدّعون إن شوارتز كان يعتزم توزيع مقالات على مواقع لمشاركة الملفات. وترافع شوارتز على أنه غير مذنب، وكان من المقرر أن تبدأ محاكمته في محكمة فديرالية في الشهر القادم. ولو كان شوارتز أدين، لكان واجه عقوداً من السجن، وغرامات مالية هائلة. وأصبح شوارتز أحد رموز الإنترنت لمساعدته في توفير جبل حقيقي من المعلومات مجاناً للناس من بينها ما يقدر بنحو 19 مليون صفحة من وثائق المحكمة الاتحادية من نظام باسير القانوني.